في 6 أغسطس 2024، أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، شنت القوات المسلحة الأوكرانية توغلًا في منطقة كورسك الروسية واشتبكت مع القوات المسلحة الروسية وحرس الحدود الروسي. ووفقًا للجانب الروسي، فقد عبر ما لا يقل عن 1,000 جندي الحدود في اليوم الأول، بدعم من الدبابات والمركبات المدرعة. أُعلنت حالة الطوارئ في منطقة كورسك، ونُشرت مزيد من القوات الروسية في المنطقة. وفي 10 أغسطس، طبقت السلطات الروسية نظام «عملية مكافحة الإرهاب» في مناطق كورسك وبيلغورود وبريانسك. وبحلول نهاية الأسبوع الأول، قال الجيش الأوكراني إنه استولى على 1,000 كيلومتر مربع (390 ميل مربع) من الأراضي الروسية، بينما اعترفت السلطات الروسية بأن أوكرانيا استولت على 28 مستوطنة. وبحلول مطلع أكتوبر، توقف التقدم الأوكراني. إذ استعادت القوات الروسية في أكتوبر والنصف الأول من نوفمبر، حوالي نصف الأراضي التي احتلتها أوكرانيا في أبعد تقدم لها خلال الهجوم. أنشأت أوكرانيا إدارة عسكرية للأراضي الخاضعة لسيطرتها في 15 أغسطس 2024.
قال مسؤولون أوكرانيون إن أهداف العملية تشمل إلحاق الضرر بالجيش الروسي، وأسر القوات الروسية، وإجبار وحدات المدفعية الروسية بالتراجع بعيدًا عن مداها، وإعاقة خطوط الإمداد الروسية، وتحويل جهود قواتها إلى جبهات أخرى. تهدف العملية كذلك إلى الضغط على الحكومة الروسية وإجبارها على الدخول في مفاوضات سلام «عادلة». وبحلول نهاية أغسطس، بدأت العملية تتعرض لانتقادات بسبب تحويل جهود القوات الأوكرانية عن الشرق، وتوسيع رقعة انتشارها، وبالتالي تفريق العناصر، على طول الجبهة والسماح لروسيا بالتقدم نحو بوكروفسك. وقد كانت بوكروفسك وكوراخوف، حسب تعبير القائد العسكري الأوكراني ألكسندر سيرسكي، جزءًا من خطة استراتيجية تهدف إلى تشتيت القوات الروسية، بتوجيه انتباهها بعيدًا عن مناطق أخرى. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذا الهدف قد فشل على ما يبدو، إذ عززت القوات الروسية موقعها، بدلًا من ذلك، على خط المواجهة في بوكروفسك. أفاد معهد دراسة الحرب أن روسيا نقلت قواتها من مناطق اعتبرتها «ذات أولوية أقل» (خاركوف ولوغانسك وخيرسون وزابوريزهيا وكالينينغراد)، ولكنها لم تنقلها من منطقة دونيتسك. ووفقًا لدورية بوليتيكو، صدرت كذلك انتقادات أخرى من بعض كبار القادة العسكريين في أوكرانيا بمن فيهم فاليري زالوجني وإميل إشكولوف. وبحلول 20 نوفمبر 2024، باتت العملية في كورسك تُعتبر فشلًا استراتيجيًا مكلفًا لأوكرانيا، وفقًا لباحثين في كلية الملك بلندن.
فاجأ هجوم كورسك كل من روسيا وحلفاء أوكرانيا. وهو الهجوم الحدودي الأكثر أهمية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، والأول الذي تنفذه القوات النظامية الأوكرانية على الأخص. وقد حدثت توغلات أصغر في وقت سابق داخل روسيا من قبل القوات الموالية لأوكرانيا بدعم من أوكرانيا ولكنها نفت تورطها الصريح.