الهجرة الكبرى، المعروفة أحيانًا باسم الهجرة الكبرى إلى الشمال أو الهجرة السوداء، هي انتقال 6 ملايين أمريكي أفريقي من المناطق الريفية في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية إلى المناطق الحضرية في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية وغرب وسطها وغربها، وحدثت هذه الهجرة بين عامي 1916 و1970. نجمت هذه الهجرة بالدرجة الأولى عن رداءة الأحوال الاقتصادية بالإضافة إلى الفصل والتمييز العنصري المتفشيين في الولايات الجنوبية، حيث كان هناك تمسك بقوانين جيم كرو.
بيّنت جميع إحصاءات سكان الولايات المتحدة قبل عام 1910 تمركز أكثر من 90% من السكان الأمريكيين الأفارقة في الجنوب الأمريكي. أظهر إحصاء عام 1900 أن خُمس الأمريكيين الأفارقة الذين كانوا متمركزين في الجنوب أصبحوا من سكان المناطق الحضرية. أما بعد انتهاء الهجرة الكبرى، تبقى ما يزيد عن 50% من السكان الأمريكيين الأفارقة في الجنوب، بينما انتقل أقل من 50% منهم إلى الشمال والغرب، ما أسفر عن تحول السكان الأمريكيين الأفارقة إلى سكان حضريين إلى حد كبير. انتقل نصف السكان الأمريكيين الأفارقة المتمركزين في الجنوب إلى المناطق الحضرية بحلول عام 1960، ليصبح 80% من السكان الأمريكيين الأفارقة على الصعيد الوطني متمركزين في المدن بحلول عام 1970. كتب نيكولاس ليمان في عام 1991 ما يلي:كانت الهجرة الكبرى أحد أكبر التنقلات الداخلية الجماعية وأسرعها على مر التاريخ، بل ربما هي أكبر التنقلات التي لا تُعزى إلى تهديد مباشر بالإعدام أو التجويع. تظهر الأرقام الصرفة أنها تفوق هجرة أي مجموعة عرقية أخرى -الإيطاليين أو الأيرلنديين أو اليهود أو البولنديين- إلى [الولايات المتحدة]. كانت الهجرة بالنسبة للسود هجرًا لقاعدتهم الاقتصادية والاجتماعية الثابتة في أمريكا وبحثًا عن قاعدة جديدة تمامًا.يميز بعض المؤرخين بين هجرتين؛ الهجرة الكبرى الأولى (1916-1940) التي انتقل خلالها 1.6 مليون شخص تقريبًا من المناطق الريفية المتمركزة في الجنوب إلى المدن الصناعية في الشمال، والهجرة الكبرى الثانية (1940-1970) التي بدأت بعد الكساد الكبير وانتقل خلالها ما لا يقل عن 5 ملايين شخص -بمن فيهم سكان المدن من ذوي المهارات الحضرية- إلى الشمال والغرب.
وقعت هجرة عكسية أقل سرعةً بعد بداية حركة الحقوق المدنية، إذ شهدت هذه الهجرة المُسماة الهجرة الكبرى الجديدة زيادةً تدريجيةً في هجرة الأمريكيين الأفارقة إلى الجنوب، أي الولايات والمدن التي كانت فيها الفرص الاقتصادية في أفضل صورها عمومًا. نجمت هذه الهجرة عن أسباب مثل الصعوبات الاقتصادية في المدن التي تقع في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية ووسط غربها، ونمو فرص العمل وانخفاض تكاليف المعيشة في «الجنوب الجديد»، ووجود روابط عائلية وصلات قرابة، وتحسن وضع العلاقات العرقية.