طُوّرت النماذج البيئية الاجتماعية لتعزيز فهم العلاقات الديناميكية بين مختلف العوامل الشخصية والبيئية. أُدخلت النماذج البيئية الاجتماعية على الدراسات الحضرية من قبل علماء الاجتماع المرتبطين بمدرسة شيكاغو بعد الحرب العالمية الأولى كرد فعل على النطاق الضيق لمعظم البحوث التي أجراها علماء النفس التنموي. تسدّ هذه النماذج الفجوة بين النظريات السلوكية التي تركز على السياقات الصغيرة والنظريات الأنثروبولوجية.
يطبِّق الإطار البيئي لتطور الإنسان الذي وضعه يوري برونفنبرنر نماذج بيئية اجتماعية على تطور الإنسان، إذ طُرح كنموذج مجرّد في السبعينيات من القرن العشرين، وأُضفي عليه الطابع الرسمي كنظرية في الثمانينيات، وراجعه برونفنبرنر باستمرار حتى وفاته في عام 2005. في نظريته الأولية، افترض برونفنبرنر أنه من أجل فهم تطور الإنسان، يجب مراعاة النظام البيئي بأكمله الذي يحدث فيه النمو. في المراجعات اللاحقة، أقرّ برونفنبرنر بعلاقة الجوانب البيولوجية والجينية للفرد في تطور الإنسان.
في صميم النموذج البيئي لبرونفنبرنر يوجد التركيب البيولوجي والنفسي للطفل، بناءً على تاريخ التطور الفردي والجيني. يواصل هذا التركيب التأثّر وتحدث عليه التعديلات عن طريق بيئة الطفل المادية والاجتماعية المباشرة (النظام المصغر) بالإضافة إلى التفاعلات بين الأنظمة داخل البيئة (الأنظمة المتوسطة). تؤثر الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الأخرى الأوسع نطاقًا (النظام الخارجي) في بنية الأنظمة المصغرة وتوفّرها والطريقة التي تؤثر بها في الطفل. وأخيرًا، تتأثر الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية نفسها بالمعتقدات والمواقف العامة (الأنظمة الكبرى) المشتركة بين أفراد المجتمع.
بأبسط العبارات، نظرية الأنظمة هي الفكرة القائلة بأن شيئًا ما يؤثر في شيء آخر. الفكرة الأساسية وراء نظرية الأنظمة هي أن شيئًا ما يؤثر في حدث آخر وأن الوجود لا يحدث في فراغ وإنما بما يتعلق بالظروف المتغيرة. تكون الأنظمة ديناميكية وتحتفظ على نحو مناقض بسلامتها الخاصة بينما تتكيف مع التغيرات الحتمية التي تحدث حولها. يتأثر سلوكنا الفردي والجماعي بكل شيء من جيناتنا إلى البيئة السياسية. لا يمكن فهم تطورنا وسلوكنا بشكل كامل دون مراعاة جميع هذه العناصر. وبالفعل، هذا ما تصرّ بعض نظريات العمل الاجتماعي بأن نفعله إذا أردنا القيام بتدخلات فعالة. الفكرة وراء هذه النماذج هي أن كل شيء متصل، وكل شيء يمكن أن يؤثر في كل شيء آخر. تتكون الأنظمة المعقدة من عدة أجزاء. لا يمكن فهم الكل دون إدراك كيفية تفاعل الأجزاء المكوِّنة وتأثيرها فيما بينها وتغييرها لبعضها. عندما تتفاعل الأجزاء، فإنها تكوّن الشخصية وتمثّل الكل.