يتضمن النمو في مرحلة البلوغ التغيرات البيولوجية والنفسية التي تطرأ على الكائنات البشرية من نهاية فترة المراهقة إلى نهاية حياة الفرد. قد تكون هذه التغيرات تدريجية أو سريعة، وقد تعكس اختلافات إيجابية أو سلبية أو قد لا تختلف عن مستويات الأداء السابقة. تحدث التغيرات على المستوى الخلوي ويتم تفسيرها جزئيًا بالنظريات البيولوجية للنمو في مرحلة البلوغ والشيخوخة. تؤثر التغيرات البيولوجية على النمو النفسي والشخصي/الاجتماعي، والتي تتحدد غالبًا بالنظريات المرحلية للتنمية البشرية. تركز النظريات المرحلية عادةً على المهام التنموية «المقترنة بالعمر» التي يتعين تحقيقها في كل مرحلة.
اقترح إريك إريكسون وكارل يونغ النظريات المرحلية للتنمية البشرية التي تشمل كامل فترة الحياة، وركزا على إمكانية حدوث تغيير إيجابي في وقت متأخر للغاية من الحياة.
لمفهوم البلوغ تعاريف قانونية واجتماعية ثقافية. التعريف القانوني للشخص البالغ هو الشخص الذي بلغ السن التي يعتبر فيه مسؤولًا عن أفعاله، وبالتالي يُحاسب عليها بشكل قانوني. يشار إلى هذا باسم سن البلوغ، والذي يبدأ من العمر 18 في معظم المجتمعات، على الرغم من اختلافه بين الأعمار 16 و 21. يستند التعريف الاجتماعي والثقافي للبلوغ إلى الفرد الذي يحقق المعايير النموذجية التي تتطلبها الثقافة في مرحلة البلوغ، والتي بدورها تؤثر على حياة الفرد ضمن تلك الثقافة. قد يتزامن أو لا يتزامن مع التعريف القانوني. تركز الآراء الحالية حول النمو في فترة البلوغ في أواخر العمر على مفهوم الشيخوخة الناجحة، والذي يعرّف بـ «احتمالية ضعيفة للإصابة بالأمراض والإعاقة الناجمة عن الأمراض، والقدرة الوظيفية المعرفية والجسدية العالية، والمشاركة النشطة في الحياة».
ترى النظريات الطبية الحيوية أنه يمكن للمرء التقدم في العمر بشكل جيد من خلال الاهتمام بصحتة البدنية وتقليل الخلل الوظيفي إلى الحد الأدنى، في حين تفترض النظريات النفسية الاجتماعية أن الاستفادة من الموارد الاجتماعية والمعرفية، مثل السلوك الإيجابي أو الدعم الاجتماعي من الجيران والأصدقاء، هو مفتاح الشيخوخة الصحية. تعد جين لوي كالمينت مثالًا عن الشيخوخة الناجحة كونها عاشت أطول مدة على الإطلاق، وماتت في عمر 122 عامًا. يمكن أن تعزى حياتها الطويلة إلى جيناتها الخاصة (عاش كلا والديها حتى الثمانينات من العمر) ونمط حياتها النشط ونفسيتها المتفائلة. مارست العديد من الهوايات والأنشطة البدنية واعتقدت أن الضحك ساهم في طول عمرها. أضافت زيت الزيتون على كل أطعمتها وعلى بشرتها، واعتقدت أنه ساهم أيضًا في طول حياتها والحفاظ على مظهرها الشاب.