النسوية ما بعد الحداثة هي مزيج من ما بعد البنيوية، وما بعد الحداثة، والحركة النسوية الفرنسية. إن هدف النسوية ما بعد الحداثة هو زعزعة استقرار المعايير الأبوية الراسخة في المجتمع، والتي أدت إلى عدم المساواة بين الجنسين. يسعى نسويو ونسويات ما بعد الحداثة إلى بلوغ هذا الهدف، من خلال رفض الجوهرية والفلسفة والحقائق العالمية، لصالح تبني الاختلافات الموجودة بين النساء، لإثبات أن ليس كل النساء متساويات. رفض نسويو ونسويات ما بعد الحداثة هذه الإيديولوجيات، لأنهم يعتقدون أنها ستُقلل من شأن التجربة الفردية، إذا ما طُبقت حقيقة عالمية على جميع نساء المجتمع، وبالتالي فإنهم يحذرون النساء، ليكنّ مدركات للأفكار التي تبرز كمعيار في المجتمع، لأنها قد تكون ناجمة عن مفاهيم ذكورية، عن كيفية تصوير المرأة.
يسعى نسويو ونسويات ما بعد الحداثة، إلى تحليل أي مفاهيم أدت إلى عدم المساواة بين الجنسين في المجتمع. ويحلل النسويون في مرحلة ما بعد الحداثة هذه المفاهيم، ويحاولون تعزيز المساواة بين الجنسين، من خلال انتقاد اللوغاريتمية (مركزية اللغة)، ودعم الخطابات المتعددة، وتفكيك النصوص، والسعي إلى تعزيز الاعتبارات الذاتية. إن نسويي ما بعد الحداثة معتمدون للفت الانتباه، إلى الانقسامات في المجتمع، وإظهار كيفية تأثير اللغة على الاختلاف في معالجة الأنواع الاجتماعية.
إن تضمين نظرية ما بعد الحداثة في النظرية النسوية، غير مقبول بسهولة من قبل جميع النسويين والنسويات، يعتقد البعض أن فكر ما بعد الحداثة يقوذض الحملات التي تحاول النظرية النسوية إنشاءها، بينما يؤيد النسويون الأخرون، التوحيد فيما بينهما. ودائما ما كانت العلاقة متوترة ما بين النسوية وما بعد الحداثة، لهذا السبب.