كل ما تريد معرفته عن النساء في القرصنة

على الرغم من أنّ معظم القراصنة عبر التاريخ كانوا من الرجال، إلا أنّ هناك نحو 100 حالة موثقة لنساء امتهنّ القرصنة، وكانت نحو 40 منهنّ نشطات خلال العصر الذهبي للقرصنة. تولّت بعض هؤلاء النساء قيادة سفن للقرصنة، وتمكّنت أخريات من قيادة أساطيل كاملة. ومن بين أبرز النساء القراصنات وأكثرهنّ قوة برزت شخصيات مثل «تشنغ يي ساو» (1775–1844) و«هوانغ با مي» (1906–1982)، حيث قادت كل واحدة منهما عشرات الآلاف من القراصنة.

فضلًا عن قلّة النساء اللواتي احترفن القرصنة بأنفسهن، فقد شاركت النساء تاريخيًّا في القرصنة من خلال أدوار ثانوية، حيث تفاعلن مع القراصنة عبر التهريب، وإقراض الأموال، وشراء المسروقات، والعمل كصاحبات حانات وبغايا، وكذلك من خلال انتمائهن إلى عائلات القراصنة أو كونهن من ضحاياهم. وتزوّجت بعض النساء من قراصنة وحوّلن منازلهن أو مؤسساتهن إلى ملاجئ آمنة للأنشطة القرصنية. من خلال هذه الأدوار الثانوية، قدّمت النساء دعمًا كبيرًا للقراصنة. كما أدّت بعض النساء المؤثرات، بمن فيهن ملكات مثل «إليزابيث الأولى» ملكة إنجلترا (حكمت بين 1558–1603)، دورًا محوريًّا بصفتهن راعيات قويّات للقرصنة. وعلى الرغم من قلّة الاهتمام الأكاديمي الذي حظيت به هذه الأدوار، فإنّ النساء ما زلن يؤدين هذه الأدوار الثانوية المهمة في القرصنة المعاصرة. فعلى سبيل المثال، تحظى القرصنة قبالة سواحل الصومال بدعم واسع من النساء في البرّ، إذ يشاركن في النقل، والإيواء، والتجنيد.

شكّل الإبحار عبر التاريخ نشاطًا يغلب عليه الطابع الذكوري بشدة. وفي بعض الحالات، تنكّرت النساء اللواتي أصبحن قراصنة في هيئة رجال لبلوغ هذا الهدف، نظرًا لأنهن نادرًا ما كن يُسمح لهن بالصعود على متن سفن القراصنة. ففي العديد من السفن خلال العصر الذهبي للقرصنة، كانت النساء ممنوعات بموجب عقد السفينة، الذي يُطلب من جميع أفراد الطاقم توقيعه، وذلك بسبب الاعتقاد بأن وجود النساء يجلب الحظ السيئ، وللخوف من اندلاع مشاجرات بين أفراد الطاقم الذكور بسببهن. ولهذا السبب، كانت العديد من القراصنة النساء المعروفات، مثل «آن بوني» (اختفت بعد 28 نوفمبر 1720) و«ماري ريد» (توفيت في أبريل 1721)، يرتدين ملابس ويتصرفن كالرجال. ونظرًا إلى أنّ هوية العديد من النساء القراصنة لم تُكشف إلا بعد القبض عليهن، فمن المرجّح أن يكون عدد النساء المشاركات في القرصنة أكبر ممّا توثّقه المصادر المتاحة.

إلى جانب القراصنة النساء في التاريخ، برزت النساء أيضًا في عالم القرصنة ضمن الأساطير والحكايات الشعبية بشكل متكرر. وتُعد «أتالانتا» من الأساطير اليونانية، وفقًا للروايات، أقدم قرصانة أسطورية، إذ يُقال إنها انضمّت إلى الأرجونوتيين في السنوات التي سبقت حرب طروادة. ويزخر الفولكلور والأساطير الإسكندنافية، رغم افتقارها للتوثيق، بالعديد من المحاربات (عذارى التروس) اللواتي تولّين قيادة السفن والأساطيل. أدّت النساء القراصنة أدوارًا متنوعة في الأدب الحديث، وغالبًا ما تعكس هذه الأدوار الأعراف والتقاليد الثقافية السائدة. ومنذ القرن العشرين، صُوِّرت القراصنة النساء أحيانًا في الأعمال الخيالية بوصفهن رموزًا للحرية النسوية في إطار رومانسي.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←