يعتبر النخر العظمي إشعاعي المنشأ (ORN) من المضاعفات الخطيرة للعلاج الإشعاعي للسرطان، إذ تصبح العظام المعرضة للأشعة متنخرة ومكشوفة. يحدث النخر العظمي إشعاعي المنشأ بشكل شائع في الفم أثناء علاج سرطان الرأس والرقبة، ويمكن أن يظهر خلال 5 سنوات بعد الإشعاع. تشمل العلامات والأعراض الشائعة الألم، وصعوبة المضغ، والتشقق، ونواسير فموية مفتوحة على الجلد، وقرحات غير قابلة للشفاء.
إن الفيزيولوجيا المرضية للنخر العظمي إشعاعي المنشأ معقدة إلى حد ما ويحدث خلالها تغييرات جذرية في أنسجة العظام نتيجة لتلف الحمض النووي وموت الخلايا بسبب العلاج الإشعاعي. يؤثر العلاج الإشعاعي الذي يستهدف الخلايا السرطانية على الخلايا الطبيعية أيضًا، مما سيؤدي إلى تموت أنسجة العظام. أدى التقدم في آليات العلاج الإشعاعي إلى تقليل حدوث النخر العظمي إشعاعي المنشأ، والمقدرة بحوالي 2%. قد تؤثر بعض عوامل الخطر بما في ذلك حجم وموقع الورم، التدخين أو السكري، ووجود أمراض الأسنان على فرص الإصابة بالنخر العظمي الإشعاعي.
من الصعب الوقاية من أو علاج النخر العظمي إشعاعي المنشأ. تهدف استراتيجيات الوقاية الحالية إلى تجنب الجرعات الزائدة من الإشعاع والحفاظ على نظافة أسنان ممتازة. تختلف العلاجات بحسب كل مريض وشدة مرضه، ويمكن أن تتراوح من العلاج الطبي بالمضادات الحيوية إلى العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBO) إلى التنضير الجراحي أو إعادة البناء.