ماذا تعرف عن الموسيقى في ألمانيا النازية

الموسيقى في ألمانيا النازية كانت، شأنها شأن سائر النشاطات الثقافية في ظل ذلك النظام، خاضعةً لـ"التنسيق" أو جلايش شالتونج عبر أجهزة الدولة والحزب النازي، حيث اضطلع وزير الدعاية جوزيف غوبلز والمنظّر النازي البارز ألفريد روزنبرغ بأدوارٍ قيادية متنافسة. تفصح عن مركزية الدولة في ضبط الإنتاج الفني.

تركّزت أولويات تلك الهيئات على إقصاء المؤلفين والموسيقيين الشيوعيين واليهود من النشر والأداء، ومنع عرض الموسيقى المصنَّفة باعتبارها أو "معادية للألمانية" أو "منحطّة" او "يهودية". وفي مقابل ذلك، جرى الترويج لأعمال المؤلفين "الجرمانيين" المفضّلين مثل ريتشارد فاغنر، لودفيغ فان بيتهوفن، وأنتون بروكنر. فقد شملت قائمة المنبوذين إلى جانب الموسيقيين اليهود طائفةً عريضة من الشيوعيين، والاشتراكيين الديمقراطيين، والحداثيين، وأتباع المدرسة التعبيرية، والداروينين الثقافيين، وحتى بعض الرأسماليين "المتحررين"، إن هم خالفوا الخط القومي الجمعي.

وكانت "المنحطّة" في المعجم النازي لا تشير إلى رداءة الفن، بل إلى انتمائه، اختلافيته، أو تمرده على "الروح الجرمانية"، فكان الفن الجاز، والموسيقى التجريبية، وفنّ الأندرجراوند، والتأليف الكنسي المفرط في "المشاعر الشرقية" كلّها تُدرَج ضمن دائرة الشك، حتى وإن لم يُوقّعها يهوديّ.

وقد اعتُبِرت هذه الأعمال مساهماتٍ إيجابية في بناء الـ مجتمع الشعب أو الشتات الألماني أو "جماعة الشعب " أو "جماعة الشعب الألماني" وهو لفظٌ مشحونٌ بدلالة اندماجية قومية، ظاهرُه احتشادٌ عضويّ للشعب تحت لواء وحدة الهوية والمصير وفي مرحلة متأخرة من الحرب العالمية الثانية ضم المصطلح وحدة القيادة.

عمل النظام النازي على ترسيخ الآيديولوجيا الآرية من خلال رقابة ثقافية صارمة، شملت إدراج الأعمال اليهودية ضمن القوائم السوداء، وحظر عروضٍ معينة في قاعات الحفلات، وضبط محتوى البث الإذاعي لخلق وحدة ثقافية تُكرّس القومية.

من خلال السيطرة على وسائط الاتصال، تمكنت غرفة الرايخ للثقافة من توجيه الرأي العام في المسألة الموسيقية، وترسيخ قناعاتها الهيمنية، مروّجةً للأعمال "الآرية" المتوافقة مع فكر الحزب النازي.

وقد صرّح وزير الدعاية جوزيف غوبلز بوضوح: "الراديو هو الوسيط الأشد تأثيرًا بين حركةٍ روحيّةٍ والأمة، بين الفكرة والشعب".

لذا، أولى غوبلز أهميةً كبيرة لاستغلال تكنولوجيا البث الإذاعي وقدرتها على الوصول إلى الجمهور الألماني بغض النظر عن حالته المادية أو الطبقية.

ولهذا الغرض، أُنتج جهاز استقبال إذاعي منخفض التكلفة أُطلق عليه اسم «مستقبِل الشعب» (Volksempfänger).

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←