اكتشاف قوة المنافسة داخل النوع

المنافسة داخل النوع هي تفاعل في مجال علم البيئة التجمعي يمثل تنافس أفراد من نفس النوع على موارد محدودة. يؤدي هذا إلى انخفاض في صلاحية كلا الفردين المتنافسين، لكن الفرد الأكثر صلاحية ينجو ويكون قادرًا على التكاثر. في المقابل، تحدث المنافسة بين الأنواع حين يتنافس أفراد من أنواع مختلفة على مورد مشترك. تكون متطلبات أفراد النوع الواحد من الموارد متشابهة إلى حد ما، في حين يكون التداخل في الموارد المتنازع عليها أقل بين الأنواع المختلفة ما يؤدي إلى كون المنافسة داخل النوع أقوى عمومًا من المنافسة بين الأنواع.

يتنافس الأفراد على الطعام أو الماء أو المكان أو الضوء أو الأزواج أو أي مورد آخر مطلوب للبقاء أو التكاثر. يجب أن يكون المورد محدودًا حتى تحصل المنافسة؛ إذا كان بإمكان كل فرد من النوع الحصول على قدرٍ كافٍ من كل مورد، فإن الأفراد لا يتنافسون وينمو عدد الأفراد بشكل أسي. إن النمو الأسي المطول نادر الحدوث في الطبيعة لأن الموارد محدودة وبالتالي لا يمكن لكل فرد في المجتمع البقاء على قيد الحياة، وهو ما يؤدي إلى المنافسة داخل النوع على الموارد الشحيحة.

عندما تكون الموارد محدودة، تؤدي الزيادة في عدد الأفراد إلى انخفاض كمية الموارد المتاحة لكل فرد، ما يقلل من صلاحية الفرد بين الأفراد. نتيجة لذلك، يتباطأ معدل نمو عدد الأفراد مع ازدياد حدة المنافسة داخل النوع، ما يجعلها عملية تعتمد بشكل سالب على الكثافة العددية. يمكن نمذجة معدل نمو عدد الأفراد الهابط بشكل فعال مع ازدياد عدد الأفراد باستخدام نموذج النمو اللوجستي. ينخفض معدل تغير كثافة عدد الأفراد في النهاية إلى الصفر، وأطلق علماء البيئة على هذه النقطة اسم القدرة الاستيعابية (K). ومع ذلك، يمكن لعدد الأفراد أن ينمو فقط إلى عدد محدود جدًا ضمن بيئة ما. القدرة الاستيعابية، المعرفة بالمتغير k، لبيئة ما هي الحد الأقصى لعدد الأفراد أو الأنواع التي يمكن للبيئة أن تحافظ عليها وتدعمها على مدى فترة زمنية أطول. تكون الموارد ضمن بيئة معينة محدودة وليست بلا نهاية. يمكن للبيئة أن تدعم عددًا معينًا فقط من الأفراد قبل أن تتضاءل مواردها كليًا. ستعاني الأعداد الأكبر من ذلك من نمو عدد أفراد سلبي حتى تصل في نهاية المطاف إلى القدرة الاستيعابية، في حين أن عدد الأفراد الأصغر من القدرة الاستيعابية سينمو حتى يبلغها.

لا تنطوي المنافسة داخل النوع على التفاعلات المباشرة بين أفراد النوع الواحد فقط (مثل تصادم ذكور الغزلان بقرونهم عند المنافسة من أجل الأزواج) بل قد تتضمن أيضًا تفاعلات غير مباشرة فيقوم فرد ما باستنزاف مورد مشترك (مثل الدب الرمادي الذي يصطاد سمكة سلمون ويصبح بالتالي من غير الممكن أن تأكلها الدببة الموجودة في نقاط مختلفة على طول النهر).

تختلف أيضًا الطريقة التي تقسم بها الموارد بين الكائنات الحية ويمكن تقسيمها إلى منافسة بالتدافع ومنافسة بالتسابق. تنطوي المنافسة بالتدافع على توزيع متساو نسبيًا للموارد ضمن عدد الأفراد إذ يستغل جميع الأفراد مجموعة موارد مشتركة. في المقابل، المنافسة بالتسابق هي التوزيع غير المتكافئ للموارد وتحدث عندما تؤثر التسلسلات الهرمية في عدد الأفراد على كمية الموارد التي يتلقاها كل فرد. تحصل الكائنات الحية الموجودة في المناطق الأكثر قيمة أو في قمة التسلسلات الهرمية على كمية كافية من الموارد، بينما لا يحصل الأفراد الذين ليس لديهم منطقة على أي من الموارد.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←