المشروع النهضوي العربي كتاب من تأليف المفكر والفيلسوف المغربي "محمد عابد الجابري"، حيث يضع الجابري المشروع النهضوي في سياق التزامن والصراع منذ قرن مع مشاريع ثلاثة متمثلة في: مشروع الحداثة الأوربية، بوجهها الاستعماري، المغاير لما كانت بشرت به أوربا من حرية وتقدم وسلام ورفاة لشعوب أوربا والعالم. ومشروع الاشتراكية العالمية، والذي تمت صياغته على هامش "أوربا تمثل بروسيا القيصرية"، والمشروع الصهيوني، الذي شكل جزءً من الوجه الآخر العدواني والعنصري للحداثة الأوربية. ويرى الجابري ان هذه المشاريع الأربعة كانت متداخلة، وانطلقت بسباق مرير، بصورة غير متكافئة بعضها مع بعض في أواخر القرن الماضي، لتنتهي بنهاية هذا القرن الى نتائج متقاربة حيث أن أياً منها لم يحقق نفسه بالصورة التي كان يحلم بها، ويؤكد الجابري أن القضايا التي طرحها المشروع النهضوي العربي على نفسه في أواخر القرن الماضي وفي مطلع هذا القرن، لا زالت تطرح نفسها بقوة رغم ما تم إنجازه على صعد التعليم والثقافة والصحة والبنى الأقتصادية والاجتماعية والسياسية. إن شعار الاتحاد والترقي الذي مثل جوهر مطالب الشعب العربي في مطلع القرن يلتقي جوهرياً مع شعار الوحدة والتقدم الراهن الذي لا زال يمثل جوهر المطالب السياسية والاجتماعية العربية. يحلل الجابري أهداف المشروع النهضوي العربي ويدعو إلى إعادة بناء هذه الأهداف على قاعدة نقد التجربة الماضية وتحليل مواطن ضعفها وإغفالاها. ويدعو إلى نبذ الأسئلة المزيفة، وإلى التخلص من الإحباط وأيديولوجيا الإحباط. ويقول إن المراجعة النقدية ضرورة ملحة لاستعادة الأمل واستئناف المسيرة مع التاريخ للمشاركة في صنعه والتأثير في مجراه. جاء الكتاب في خمسة فصول، يتناول الاول "المشروع النهضوي العربي ... والوجوه الاخرى للحداثة الأوروبية" والثاني"النهضة" ... و "السلفية"، ويعالج الثالث "الفكرة القومية .. وأسس الوحدة" والرابع "اشكالية التقدم وانفصال الايديولوجيا عن السياسة"، اما الفصل الخامس فيتناول "آفاق المستقبل، وقد تم طباعة هذا الكتاب أكثر من مرة (1996م، 2000م، 2009م، 2013م، 2016م)، وكانت طبعته الأولى في عام 1996م، عن طريق مركز دراسات الوحدة العربية.
قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←