الخلايا التائية (الخلايا التائية المستفعلة الخاصة بمستضدات الورم) هي خلايا مناعية تهاجم وتدمر الخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية وخلايا الأعضاء المزروعة. يحدث ذلك لأن كل خلية تائية تمتلك مستقبِلًا عالي التخصص يمكنه الارتباط بمولد ضد (مستضد) موجود على سطح خلية أخرى. يرتبط مستقبل الخلية التائية بمعقد يتكون من بروتين سطحي يُعرف باسم معقد التوافق النسيجي الكبير ومن ببتيد صغير يتكون من نحو 9 أحماض أمينية، يتوضع ضمن جزيء معقد التوافق النسيجي الكبير. قد يكون هذا الببتيد ناتجًا عن بروتين يبقى داخل الخلية. في حين أن كل خلية تائية تتعرف على مستضد واحد فقط، تتمتع مجموعة الخلايا التائية ككل بتنوع واسع في المستقبلات التي تستهدف مجموعة كبيرة من المستضدات المختلفة. تنشأ الخلايا التائية في الغدة الزعترية (التيموس)، حيث تحدث عملية تُعرف باسم «التحمل المناعي المركزي» يتم من خلالها التخلص من الخلايا التائية التي تمتلك مستقبلات تتعرف على مستضدات موجودة على الخلايا الطبيعية في الجسم. تُتيح هذه الآلية للخلايا التائية أن تقضي على الخلايا الحاملة لمستضدات «غريبة» أو «غير طبيعية» دون الإضرار بالخلايا الطبيعية.
أظهرت التجارب السريرية التي أُجريت على مرضى سرطان الرئة ومرضى سرطان المريء أن كمية الخلايا التائية المستفعلة متعددة النسائل الخاصة بمستضدات الورم (إي تي إيه إس تي) في دم مرضى السرطان ترتبط بشكل إيجابي مع فعالية العلاج المناعي للسرطان. وُجد أيضًا أن مرضى السرطان لديهم عدد أكبر من خلايا إي تي إيه إس تي في دمهم مقارنةً بالأشخاص الأصحاء. بالإضافة إلى ذلك، تبين أن المرضى الذين يستجيبون للعلاج المناعي أو العلاج الكيميائي-المناعي لديهم ارتفاع في مستويات خلايا إي تي إيه إس تي في الدم بعد تلقي العلاج.
لطالما دار الجدل حول ما إذا كانت الخلايا السرطانية تحمل مستضدات «نوعية للورم» لا توجد في الخلايا الطبيعية، والتي يمكن، من حيث المبدأ، أن تؤدي إلى القضاء على الورم بواسطة جهاز المناعة. أُثبت أن مستضدات نوعية للورم موجودة بالفعل، وأن المرضى يطوّرون استجابات تلقائية من الخلايا التائية ضد هذه المستضدات. لكن، من المؤسف أن هذه الاستجابات، في العديد من الحالات وربما في معظمها، غير كافية لمنع تطور السرطان وانتشاره (الانبثاث). الهدف من العلاج المناعي للسرطان المعتمد على الخلايا التائية هو إعادة تنشيط هذه الاستجابات إلى مستوى يؤدي إلى تدمير الورم دون التسبب في آثار ضارة على الخلايا الطبيعية.