المدرسة الحلبية للأيقونة تأسست مدرسة الأيقونات الحلبية ونالت شهرة كبيرة خلال الفترة الممتدة بين النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي والنصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، وذلك من خلال إنتاجها الفني الغزير بدءاً من إبداعات الأب الخوري «يوسف المصوّر» الذي ولد في مدينة حلب حوالي منتصف القرن السابع عشر الميلادي، ومن بعده ولده القس «نعمة الله المصوّر» وحفيده الشماس «حنانيا المصوّر» وابن حفيده الشماس «جرجس المصوّر»، من حسن الحظ أنّ رسامي الأيقونات الحلبية عمدوا إلى التوقيع على أيقوناتهم وتدوين تاريخ رسمها وذلك على خلاف الأيقونات البيزنطية التقليدية وبالتالي حموها من الضياع.
لعل أهم ما تميزت بها الأيقونات الحلبية هي أنّ الرسامين الحلبيين الذين أبدعت أناملهم في كتابة تلك الأيقونات أضافوا إليها صبغة محلّية ونفساً سورياً بحيث يتم التعرّف عليها بمجرد رؤيتها من قبل الباحثين والفنانين المختصين ويتمثل هذا النفس المحلي في وجود سيف دمشقي معقوف في بعضها وكذلك الوجه الشاحب والخلفية الذهبية وثياب البروكار -وهو نوع من الحرير الدمشقي الأصيل- في بعضها الآخر.