اكتشف أسرار المتوكل على الله بن الأفطس

المتوكل على الله عمر بن محمَّد بن الأفطس هو رابع وآخر حكام بني الأفطس على مدينة بطليوس في عصر ملوك الطوائف بالأندلس. توفِّي والده المظفر بن الأفطس عام 461 هـ، فدار صراعٌ بينه وبين أخيه يحيى المنصور لحيازة الحكم، وانتهى الصِّراع بوفاة هذا الأخير عام 464 هـ، فانفرد المتوكل بحكم الإمارة. استدعاه أهل طليطلة لحكم مدينتهم عام 472 هـ على إثر ثورةٍ اندلعت ضدَّ القادر بن ذي النون، لكن سُرعَان ما استعاد هذا المدينة بمعاونة مملكة قشتالة. أيَّد المتوكل استدعاء المرابطين إلى الأندلس لحماية ملوك الطوائف من خطر الممالك المسيحية، وشارك في معركة الزلاقة ضدَّها، لكن بعد أن انقلب أمير المرابطين يوسف بن تاشفين على ملوك الطوائف وبدأ بإسقاط إماراتهم، لجأ المتوكل إلى ألفونسو السادس ملك قشتالة لحمايته منهم. انتهى المتوكل بعد أن قامت الثورة عليه في مدينته بطليوس عام 487 هـ (1094م)، فاستغلَّ ذلك المرابطون وحاصروها ودخلوها، وأسروه ثمَّ أعدموه. اشتهر المتوكل بن الأفطس ببراعته في العلم والأدب وتشجيعه للشعراء والأدباء، ونعمت بطليوس في عصره بالسلام والرَّخاء.

قال ابن الخطيب في كتابه «أعمال الأعلام» بوصف المتوكل أنه كان «ملكاً عالي القدر مشهور الفضل، مثلاً في الجلالة والسرور، من أهل الرأي والحزم والبلاغة. وكانت مدينة بطليوس في مدته دار أدبٍ وشعرٍ ونحوٍ وعلم». عُرِفَ المتوكل أيضاً باسم ساجة نسبةً إلى شجرة الساجة، ولعلَّ ذلك لسمرة بشرته.



قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←