تشكل المؤتمر السوري العام ويعرف أيضاً باسم «المؤتمر السوري الكبير» في حزيران/يونيو 1919 في دمشق تحضيراً لقدوم لجنة كينغ - كراين لتقصي الحقائق بشأن مستقبل سوريا بعد زوال الدولة العثمانية (وكانت سوريا حيثما ذكرت تعني بلاد الشام أو سوريا الطبيعية)، ثم تحول إلى هيئةٍ تشريعيةٍ منتخبةٍ عن الشعب السوري. كان أغلب أعضائه من نواب البلاد السابقين في مجلس المبعوثان (مجلس النواب) العثماني، وبلغ عددهم تسعين عضواً بواقع عضوٍ ممثلٍ لكل خمسين ألفاً من السكان من كافة أنحاء سوريا الحالية ولبنان والأردن وفلسطين. مثل هذا المؤتمر أول مجلسٍ نيابيِّ سوريِّ، وفي اجتماعه يومَ الأحدِ (16 جمادى الآخرة 1338هـ/7 آذار/مارس 1920) أعلن أبرز مقرراته وهو استقلال سورية باسم المملكة السورية العربية بحدودها الطبيعية (بما يشمل لبنان، وفلسطين، والأردن، ولواء اسكندرون، والأقاليم السورية الشمالية (التي أقرت فرنسا منحها لتركيا في اتفاق أنقرة (1921)، والتي ضُمّت إلى معاهدة لوزان (1923) بين تركيا والحلفاء)، ومناداتها بالأمير فيصل بن الحسين ملكاً عليها. تلا محمد عزة دروزة سكرتير المؤتمر مندوب نابلس القرارَ على الجماهير الحاشدة في ساحة المرجة من شرفة مبنى بلدية دمشق يوم الاثنين 8 مارس/آذار 1920. دعا المؤتمر خلال جلساته إلى الوحدة العربية وخصوصاً بين سوريا (بحدودها الطبيعية) والعراق.
أظهر المشاركون التأييد الساحق لمطالب الأمير فيصل بن الحسين في مؤتمر السلام في باريس بدولةٍ عربيةٍ موحدةٍ جنوب خط اسكندرونة - ديار بكر، وأقر المؤتمر أنْ «ليس ثمة انفصال للجزء الجنوبي من سورية والمعروف باسم فلسطين، ولا للمنطقة الساحلية الغربية والتي تشمل لبنان عن البلاد السورية»، واستجابةً لذلك أوصت لجنة كينغ - كراين بأنه «ينبغي الحفاظ على وحدة سوريا».
يعتبر المؤتمر السوري العام أول مجلسٍ نيابي وطني في تاريخ سوريا الحدبثة. تمثلت فيه التيارات السياسية والطوائف كلها، وكان فيه نائبٌ عن اليهود، ولكي يضع بريطانيا وفرنسا أمام الأمر الواقع صوّت على قانون إعلان استقلال سوريا الطبيعية باسم المملكة السورية العربية ليلةَ السابع من آذار/مارس 1920، وتحول بذلك إلى مجلسٍ تأسيسيٍّ وشكل لجنةً لوضع أول دستورٍ للبلاد، وقد ترأسه محمد فوزي العظم (والد خالد العظم الوزير والسياسي السوري المعروف ورئيس الوزارة) حتى وفاته في تشرين الأول/أكتوبر 1919، ليخلفه هاشم الأتاسي من تشرين الأول/أكتوبر 1919 إلى 3 مايو/أيار 1920 عندما ترك المنصب ليشكل الوزارة، وخلفه محمد رشيد رضا (من قرية القلمون قضاء طرابلس الشام).
وكان مرعي باشا الملاح نائب حلب ويوسف الحكيم عن اللاذقية نائبي الرئيس.