تمثل اللمفوما داخل الأوعية نوعًا نادرًا من الأورام السرطانية، تتكاثر الخلايا اللمفاوية الخبيثة في الأوعية الدموية وتتراكم داخلها. تعتبر اللمفوما الوحيدة التي تغزو الأوعية الدموية، يحدث التكاثر الخلوي الخبيث في باقي أنوع اللمفومات إما داخل العقد اللمفاوية، أو ضمن أجزاء الجهاز اللمفاوي (كالطحال)، أو في الأعضاء غير اللمفاوية (كنقي العظم).
تصنف لمفوما داخل الأوعية بالاعتماد على نوع الخلية اللمفاوية، ويشمل هذا التصنيف ثلاثة مجوعات رئيسية، تمثل اللمفوما كبيرة الخلايا البائية داخل الأوعية 90% من الحالات، وتصنف ضمن خباثات الخلايا البائية تبعًا لمنظمة الصحة العالمية. صنفت بقية أنواع لمفوما داخل الأوعية بالاعتماد على تقارير الحالات المنشورة. تحدث لمفوما الخلايا القاتلة الطبيعية داخل الأوعية على حساب الخلايا الفاتكة الطبيعية، وتحدث لمفوما الخلايا التائية داخل الأوعية على حساب الخلايا تي القاتلة. يندر حدوث النوعان الأخيران من لمفوما داخل الأوعية ويتشابهان بالكثير من الصفات، ولهذا يمكن جمعهم ضمن مسمى واحد وهو لمفوما الخلايا التائية/الفاتكة الطبيعية داخل الأوعية. يترافق هذا الورم بعدوى فيروس إيبشتاين بار ويصنف ضمن أمراض التكاثر اللمفاوي المرافقة لفيروس إبشتاين بار. لم تترافق لمفوما كبيرة الخلايا البائية داخل الأوعية مع فيروس إيبشتاين بار.
تعرف لمفوما داخل الأوعية بسلوكها العدواني، وتصيب الأفراد متوسطي العمر والبالغين الكبار بشكل نموذجي. تتراكم الخلايا الورمية داخل الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة في الجلد أو الجهاز العصبي المركزي وعادة ما تشخيص في هذه المرحلة. لا تغزو اللمفوما داخل الأوعية العقد اللمفاوية على عكس معظم الأورام اللمفاوية. تترافق جميع أنواع اللمفوما داخل الأوعية بظهور الأعراض الجهازية من الصنف ب كالحمى وفقدان الوزن، وقد تظهر أعراض عضوية محددة ناتجة عن إعاقة الجريان الدموية لهذه العضو وحدوث الاحتشاء (الأذية الناتجة عن فقدان تدفق الدم).
استخدمت أنظمة العلاج الكيميائي المعيارية لمعالجة اللمفوما داخل الأوعية، لم تكن استجابة الأورام لهذه المعالجات كافية، وتطورت بعض الحالات بسرعة كبيرة. أضيفت في الآونة الأخيرة عوامل العلاج المناعي إلى أنظمة العلاج الكيميائي هذه، واستخدم الريتوكسيماب الذي يعمل على قتل الخلايا البائية، ما أدى إلى زيادة فعالية المعالجة، وتحسين إنذار الشكل الأكثر شيوعًا من هذه الأورام وهو اللمفوما كبيرة الخلايا البائية داخل الأوعية الدموية. لم يصرح حتى الآن عن أي عامل مضاد للخلايا القاتلة الطبيعية أو الخلايا التائية القاتلة ليكون مفيدًا في علاج هذين النوعين من الأورام اللمفاوية داخل الأوعية.