اللغة الفرنسية (بالفرنسية: Le français أو La langue française) هي إحدى اللغات الرومانسية المنحدرة من اللغة اللاتينية، وتُعد من أبرز اللغات العالمية من حيث الانتشار والتأثير الثقافي. تحتل الفرنسية المرتبة السابعة بين أكثر اللغات تحدثاً في العالم، والمرتبة الثامنة عشرة كلغة أم، حيث يُقدّر عدد المتحدثين بها بنحو 80 مليون شخص كلغة أولى، و190 مليون شخص كلغة ثانية، ويصل إجمالي الناطقين بها إلى حوالي 274 مليون شخص موزعين على نحو 54 دولة. وتُعد الفرنسية إلى جانب الإنجليزية اللغة الوحيدة المستخدمة في القارات الخمس.
تنحدر الفرنسية من اللاتينية الشعبية التي كانت لغة الإمبراطورية الرومانية، وتشترك في جذورها مع لغات رومانسية أخرى مثل الإسبانية، البرتغالية، الإيطالية، الكتالونية، والرومانية. كما ترتبط ببعض اللغات المحلية مثل القسطانية (أو الأوكستانية) في جنوب فرنسا، والنابولية في جنوب إيطاليا.
تأثرت اللغة الفرنسية تاريخياً بلغتين رئيسيتين:
اللغات السلتية: التي كانت واسعة الانتشار في أوروبا الغربية والوسطى قبل الحقبة الرومانية، لكنها أصبحت لاحقاً محصورة في مناطق ساحلية محدودة في شمال غرب أوروبا.
اللغات الجرمانية: التي دخلت إلى فرنسا بعد انهيار السيطرة الرومانية، مع غزوات شعب الإفرنج (الفرنجة)، الذين اشتق اسم "فرنسا" من اسمهم.
الفرنسية هي لغة رسمية في 26 دولة، كما تُعدّ من أكثر اللغات انتشارًا من حيث النطاق الجغرافي، إذ يتحدث بها أشخاص في نحو 50 دولة. تنتمي معظم هذه الدول إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية (OIF)، وهي رابطة تضم 54 دولة عضوًا تشترك في استخدام اللغة الفرنسية أو تعليمها. كما أنها لغة رسمية في جميع وكالات الأمم المتحدة، وتُستخدم كلغة عمل في العديد من المنظمات الدولية. يُقدَّر عدد الناطقين بالفرنسية بنحو 310 ملايين شخص، من بينهم نحو 74 مليونًا يتحدثونها كلغة أم. وتُعدّ لغة أولى (بحسب عدد المتحدثين تنازليًا) في فرنسا، وكندا (مقاطعة كيبك)، وبلجيكا (والونيا ومنطقة العاصمة بروكسل)، وغرب سويسرا (منطقة روماند)، وأجزاء من لوكسمبورغ، وموناكو. أما في أفريقيا الفرنكوفونية، فتُستخدم الفرنسية أساسًا لغةً ثانيةً أو لغة تواصل مشترك (lingua franca)، على الرغم من أنها أصبحت لغة أم في بعض المناطق الحضرية المحدودة. وفي بعض دول شمال أفريقيا مثل الجزائر، تُستخدم الفرنسية كلغة أولى بين بعض الطبقات العليا إلى جانب اللغات المحلية، لكنها تظل لغة ثانية لدى غالبية السكان.
في عام 2015، كانت نسبة السكان الناطقين بالفرنسية (بمن فيهم متحدثوها كلغة ثانية أو جزئية) توزَّع على النحو الآتي: 40٪ في أوروبا، 36٪ في أفريقيا جنوب الصحراء والمحيط الهندي، 15٪ في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، 8٪ في الأميركيتين، و1٪ في آسيا وأوقيانوسيا. الفرنسية هي ثاني أكثر اللغات الأم انتشارًا في الاتحاد الأوروبي. ومن بين الأوروبيين الذين يتحدثون لغات أخرى كلغة أم، يستطيع نحو خُمسهم التحدث بالفرنسية كلغة ثانية. وتُستخدم الفرنسية كلغة عمل في العديد من مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى جانب الإنجليزية والألمانية والإيطالية، وتُعدّ اللغة الوحيدة المعتمدة في بعض المؤسسات مثل محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي. عالميًا، تحتل الفرنسية المرتبة الـ22 من حيث عدد المتحدثين بها كلغة أم، والمرتبة السادسة من حيث إجمالي عدد المتحدثين، وهي من بين اللغات الخمس الأكثر دراسةً في العالم، إذ بلغ عدد متعلميها نحو 120 مليون شخص عام 2017. وللفرنسية تاريخ طويل بوصفها لغة عالمية للأدب والمعايير العلمية، وهي لغة أولى أو ثانية في العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك: الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة التجارة العالمية، واللجنة الأولمبية الدولية، والمؤتمر العام للأوزان والمقاييس، واللجنة الدولية للصليب الأحمر
تاريخياً، وقبل صعود هيمنة اللغة الإنجليزية في القرن العشرين، كانت الفرنسية اللغة الأبرز في المجال الدبلوماسي الأوروبي والدولي، كما كانت لغة الثقافة والتعليم والنخب السياسية في العديد من الدول الأوروبية.