اللغة الإترورية هي اللغة التي تحدث بها شعب الحضارة الإترورية في منطقة إتروريا القديمة، والتي شملت أيضًا إتروريا بادانا وإتروريا كامبانا، وهي تقع حاليًا ضمن أراضي إيطاليا. أثرت اللغة الإترورية في اللغة اللاتينية، لكنها اندثرت في النهاية وحلّت اللاتينية محلها. تم العثور حتى الآن على حوالي 13 ألف نقش إتروري، قلة قليلة منها تحتوي على نصوص طويلة ذات أهمية؛ من بين هذه النقوش، هناك بعض النقوش الثنائية اللغة (بلغتين) تشمل نصوصًا بالإترورية إلى جانب اللاتينية أو اليونانية أو الفينيقية، إلى جانب عدد قليل من الكلمات الدخيلة المحتملة. تعود الشهادات على استخدام هذه اللغة إلى الفترة ما بين عام 700 قبل الميلاد وحتى 50 بعد الميلاد، وقد كانت العلاقة بين الإتروسكانية واللغات الأخرى موضع نقاش ودراسة طويلة الأمد. في الوقت الحاضر، من المتفق عليه عمومًا هو أن الإترورية تنتمي إلى عائلة اللغات التيرسينية، لكنها كانت تُعد سابقًا لغة معزولة قبل أن يُعترف بها كواحدة من هذه العائلة، رغم وجود عدد من الفرضيات الأخرى الأقل شهرة.
يتفق الباحثون في اللغويات وعلماء الإترورية أنها لغة ما قبل-هندوأوروبية ومن أوروبا القديمة (باليو-أوروبية)، وهي قريبة من اللغة الرائيتية التي كانت تُنطق في جبال الألب، وكذلك من اللغة اللمنية (نسبة إلى جزيرة ليمْنوس) التي توجد لها فيها بعض النقوش المحدودة.
تتشابه الأبجدية الإترورية مع اليونانية، وخاصة مع الأبجدية الإيوبية التي جلبها المستوطنون اليونانيون إلى جنوب إيطاليا. ونتيجة لذلك، تمكن علماء اللغة من قراءة هذه النقوش من حيث النطق التقريبي للكلمات، لكن مع ذلك، لم يتم بعد فهم معناها الكامل. وباستخدام منهج التحليل التركيبي، أمكن تصنيف بعض الكلمات الإترورية إلى فئات نحوية مثل الأسماء والأفعال، وتم التعرف على بعض نهايات التصريف، وتحديد معاني بعض الكلمات المتكررة جدًا.
عند مقارنة الأبجدية الإترورية باليونانية، يتضح مدى دقة احتفاظ الإتروسكان بالحروف اليونانية، حيث احتوت أبجديتهم على حروف تم التخلي عنها لاحقًا في الأبجدية اليونانية مثل الـ «ديغمّا»، و«سامبي»، و«قوبّا».
من الناحية النحوية، كانت اللغة الإترورية لغة إلصاقية، أي تُكوَّن الكلمات فيها (الأسماء والأفعال) من جذور مضافة إليها لواحق نحوية تُظهر التصريف، مع وجود بعض التدرج أو التغيّر في الحركات الصوتية. تُظهر الأسماء خمس حالات، مع التمييز بين المفرد والجمع، كما وُجد تمييز بين المذكر والمؤنث في الضمائر بين الكائنات الحية وغير الحية.
يبدو أن النظام الصوتي في الإترورية كان شائعًا على مستوى اللغات عالميًا، إذ شمل أربع حروف علة رئيسية وتمييزًا بين الحروف الانفجارية المزفورة وغير المزفورة. وتُشير السجلات إلى حدوث تغيّرات صوتية على مدى الزمن، منها فقدان ثم عودة حروف العلة داخل الكلمة، ربما نتيجة لتأثير النبرة الثابتة في بداية الكلمات الإترورية.
تأثرت ديانة الإتروسكان بالديانة اليونانية، وكثير من القطع الأثرية المكتوبة بالإترورية تحمل طابعًا دينيًا أو نذريًا. كانت الإترورية تُكتب بأبجدية مشتقة من الأبجدية اليونانية، والتي أصبحت مصدرًا للأبجدية اللاتينية وغيرها من الأبجديات في إيطاليا وربما خارجها. كما يُعتقد أن الإترورية كانت مصدرًا لبعض الكلمات الثقافية الهامة في أوروبا الغربية، مثل «militar» (العسكرية) و«person» (شخص)، التي ليس لها جذور هندوأوروبية واضحة.