اكتشاف قوة الفينيقيون والنبيذ

كانت ثقافة الفينيقيين القدماء من أوائل الحضارات التي كان لها تأثير كبير على تاريخ صناعة النبيذ. كانت فينيقيا حضارة متمركزة في ما هو اليوم لبنان. بين عامي 1550 قبل الميلاد و300 قبل الميلاد، طور الفينيقيون ثقافة تجارية بحرية وسعت نفوذهم من بلاد الشام إلى شمال إفريقيا والجزر اليونانية وصقلية وشبه الجزيرة الأيبيرية. ومن خلال الاتصال التجاري والتبادل، نشروا ليس فقط أبجديتهم بل أيضًا معرفتهم بزراعة الكروم وصناعة النبيذ، بما في ذلك إكثار العديد من الأصناف القديمة من عنب النبيذ من نوع Vitis vinifera.



إمّا أنهم أدخلوا معرفة صناعة النبيذ إلى عدة مناطق، أو شجّعوا على نشرها فيها، وهذه المناطق ما تزال حتى اليوم تنتج نبيذًا مناسبًا للاستهلاك الدولي. وتشمل هذه المناطق كلاً من لبنان وسوريا والجزائر وتونس ومصر واليونان وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال في الوقت الحاضر.

كان للفينيقيين وأحفادهم البونيين في قرطاج تأثير مباشر على ثقافات صناعة النبيذ المتنامية لدى الإغريق والرومان القدماء، وهي الثقافات التي ستنشر لاحقًا زراعة الكروم في أنحاء أوروبا. كانت المؤلفات الزراعية للكاتب القرطاجي ماجو من أهم النصوص المبكرة في تاريخ النبيذ إذ دوّنت المعرفة القديمة بصناعة النبيذ وزراعة الكروم. ورغم أن النسخ الأصلية لمؤلفات ماجو أو غيره من كتّاب النبيذ الفينيقيين لم تصلنا، فإن هناك أدلة من خلال اقتباسات كتّاب يونانيين ورومانيين مثل كولوميلا على أن الفينيقيين كانوا صانعي نبيذ وزارعي كروم مهرة.

كانوا قادرين على تخطيط مزارع الكروم وفقًا للمناخ والتضاريس الملائمة، مثل ت

حديد جانب المنحدر الأنسب لزراعة العنب، وإنتاج مجموعة واسعة من أنواع النبيذ المختلفة، بدءًا من نبيذ القش المصنوع من العنب المجفف، وصولًا إلى نبيذ ريتسينا اليوناني الحديث، وهو مثال مبكر على نبيذ ريتسينا، المصنوع من راتنج الصنوبر كمكون. كما نشر الفينيقيون استخدام الأمفورات (المعروفة غالبًا باسم "الجرار الكنعانية") لنقل وتخزين النبيذ.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←