مسرحية "الفيضان" هي عمل درامي فريد من نوعه، وقد ظهرت في أكثر من صيغة، منها المسرحية الإذاعية المترجمة عن نص للكاتب الألماني غونتر غراس، ومنها أيضًا نص مصري مستقل للكاتب عبد المنعم عبد القادر.
أحداث المسرحية
تدور أحداث مسرحية الفيضان للكاتب الألماني غونتر غراس في سياق رمزي يستلهم قصة الطوفان في عصر النبي نوح، لكن بصيغة معاصرة تهدف إلى تطهير ألمانيا من رواسب الهزيمة والضياع بعد الحرب العالمية الثانية. تبدأ المسرحية في قبو منزل تغمره مياه الأمطار، حيث يختبئ نوه (نوح) مع بيتي، أخت زوجته المتوفاة، ويحتفظ بصندوق يحوي زجاجات حبر تاريخية ترمز إلى شخصيات عظيمة، بينما تحتفظ بيتي بألبوم صور شخصية. تتنقل الأحداث بين القبو، غرفة في المنزل، وسطحه، حيث يظهر فأران يتحدثان عن الطوفان ويقدمان رؤية ساخرة عن البشر. في الغرفة، تظهر يتا ابنة نوه، وخطيبها هنري، ثم يدخل ليو ابن نوه وصديقه الزنجي كونغو، الذي ينجذب إلى يتا، مما يثير غيرة هنري. تصعد الشخصيات إلى السطح، ويظهر قوس قزح إيذانًا بانتهاء الطوفان، بينما يخرج رجل من ساعة معطلة لحصر التلفيات، ويسأل يتا عن أمنيتها، فتطلب أن تمطر السماء مجددًا حتى تغمر المياه كل شيء، في إشارة إلى رغبة في تطهير أعمق. المسرحية تمزج بين الرمزية، السخرية، والنقد الاجتماعي، وتُقدّم رؤية فلسفية حول الهوية، الذاكرة، والانبعاث من الكارثة