كانت الفوركومبانية (الشركات المبكرة) مصطلحًا يُطلق على الشركات التجارية التي تأسست في جمهورية المقاطعات السبع المتحدة الهولندية، والتي مارست التجارة في آسيا بين عامي 1594 و1602، قبل أن يتم دمجها لتشكيل شركة الهند الشرقية الهولندية (VOC). نشأت هذه الشركات بتمويل من تجار الشمال الهولندي والمهاجرين الأثرياء من الجنوب الهولندي، الذين فروا من الحكم الإسباني حاملين معهم رؤوس الأموال والخبرات التجارية.
واجهت الشركات المتقدمة منافسة شرسة فيما بينها، حيث أدى تضارب المصالح وارتفاع أسعار السلع في أسواق المشرق وانخفاضها في الموانئ الأوروبية إلى خسائر متزايدة. ومع اشتداد حدة التنافس، تدخلت الحكومة الهولندية، وأصدرت مرسومًا رسميًا يجبر الشركات الصغيرة على التوحد تحت كيان واحد، بهدف تحقيق استقرار اقتصادي وتقوية النفوذ الهولندي في التجارة البحرية.
في عام 1602، تم دمج الشركات المتقدمة تحت اسم شركة الهند الشرقية الهولندية، التي مُنحت حقًا حصريًا للتجارة مع آسيا لمدة 21 عامًا. شكّل هذا الاندماج تحولًا كبيرًا في تاريخ التجارة العالمية، حيث أصبحت الشركة الجديدة القوة التجارية المهيمنة، تعتمد على الأساطيل البحرية الضخمة، العقود التجارية، والاحتكار الاقتصادي بدلًا من الحروب المباشرة.
مع تأسيسها، لم تعد أمستردام مجرد مركز تجاري محلي، بل تحولت إلى عاصمة تجارية عالمية تتحكم في تدفقات التجارة الدولية. من خلال العقود التجارية والاتفاقيات الاحتكارية، فرضت الشركة سيطرتها على سلاسل التوريد من الهند، الصين، جزر التوابل، والمحيط الهندي، مما جعلها من أقوى الكيانات الاقتصادية في القرن السابع عشر.