بدأت أولى أشكال الفنون البصرية في السعودية قبل أكثر من 60 عاماً عندما افتتح أول معرض للنشاطات المدرسية في تاريخ التعليم الحكومي سنة 1373 / 1953، والذي عرض فيه الفنان عبدالحليم رضوي أعماله الفنية المبكرة، تلا ذلك افتتاح الملك سعود بن عبد العزيز أول معرض فني على مستوى السعودية، أقامته وزارة المعارف آنذاك (وزارة التعليم حالياً) سنة 1378 / 1958. وقد كانت هذه البدايات الأولى للفن التشكيلي السعودي بمفهومه الحديث، لينضم إلى فنون سبقته مثل الخط العربي والأعمال الحرفية، التي كانت لقرون تمثل البعد الجمالي البصري في الحياة الاجتماعية لمجتمعات الجزيرة العربية.
كانت الحرف اليدوية، التي صبغت بأشكالها المتنوعة منتجات الحياة اليومية من زخارف وأدوات وزينة ولباس، شكلاً من أشكال الممارسة الفنية في المجتمع السعودي في فترة ما قبل التحديث. وعلى خلاف الفنون الحديثة، لم تكن الحرف اليدوية تقتصر على وظيفتها الجمالية، بل ارتبطت بسبل العيش، حيث تنشط بشكل موسمي في الأسواق. كما احتل الخط العربي رمزية عالية لارتباطه بتدوين القرآن الكريم، وتمتع بتقاليد مستقرة تتجاوز الممارسة المحلية، إذ كان يتم توارثه عن طريق نظام الإجازة، بالإضافة إلى كونه أول الفنون ارتباطاً بالتعليم النظامي مع تأسيس مدارس الفلاح في كل من جدة ومكة عام 1323 / 1905، التي تخرج منها الخطاط الشيخ محمد طاهر الكُردي الذي ترك كتابات عديدة في هذا الفن، وبعدها في المعهد العلمي السعودي بمكة الذي يعد أول مدرسة نظامية في العهد السعودي، حيث درس في المعهد آنذاك الخطاط محمد أديب، وهو الذي عُهد إليه وضع التصاميم الفنية للعملات النقدية والطوابع البريدية في عهد الملك عبد العزيز.