استكشف روعة الفراعنة الرومان

يعنى بمصطلح الفراعنة الرومان، أو كما يشار إليه نادرًا بالأسرة الرابعة والثلاثين في مصر القديمة، الأباطرة الرومان بصفتهم حكام مصر، وخصوصًا في علم المصريات. بعد اندماج مصر في الإمبراطورية الرومانية في عام 30 قبل الميلاد، استمر الشعب، وكهنة البلاد بصفة خاصة، بالإشارة إلى الأباطرة الرومان بكونهم فراعنة، موائمين إياهم مع ألقاب فرعونية قديمة ومصورين إياهم بزيّ فرعوني تقليدي، وكانوا يمارسون الأنشطة الفرعونية التقليدية، وأعملًا فنية وتعبدية في جميع أنحاء مصر.

رغم أن المصريين أنفسهم اعتبروا الرومان فراعنة لهم وخلفاء شرعيين للفراعنة القدماء، إلا أن الأباطرة أنفسهم لم يتبنوا قط أية ألقاب أو تقاليد فرعونية خارج مصر، إذ كان يصعب تبرير تبنيها في العالم الروماني عمومًا. ربما لم يعر معظم الأباطرة كثيرًا من الاهتمام بالمكانة التي منحهم إياها المصريون، إذ نادرًا ما زار الأباطرة المقاطعة أكثر من مرة في حياتهم. لم يعترف بدورهم كملوك-أرباب سوى من قبل المصريين أنفسهم فقط. تناقض ذلك إلى حد كبير مع السلالة السابقة من الفراعنة في المملكة الهلنستية البطلمية، الذين قضوا معظم حياتهم في مصر، متخذين مدينة الإسكندرية مركز حكمهم. حكم الفراعنة البلاد من داخل مصر قبل اندماجهم في الإمبراطورية في العصر الفرعوني المتأخر. إلا أن حكم مصر الرومانية اختلف عن حكم المقاطعات الرومانية الأخرى، إذ اختار الأباطرة حكام المناطق، وغالبًا ما نظروا لكونها مقتنيات شخصية أكثر من كونها مقاطعات.

رغم عدم الإشارة لجميع الأباطرة الرومان كفراعنة، إلا أن الدين المصري السائد آنذاك تطلب وجود فرعون يعمل وسيطًا بين البشر والآلهة. تبين أن الرومان الذين كانوا ينظر إليهم كفراعنة هم الحل الأكثر بساطة، وكان الأمر شبيهًا بما كان ينظر للفرس على أنهم فراعنة قبل قرون (الأسرة المصرية السابعة والعشرون والأسرة المصرية الحادية والثلاثون).

رغم بقاء مصر جزءًا من الإمبراطورية الرومانية حتى الفتح الإسلامي على يد الخلافة الراشدية سنة 641 ميلادية، إلا أ، آخر امبراطور روماني منح لقب الفرعون هو مكسيمينوس دازا (استمر حكمه بين عامي 311 و313 ميلادية). في ذلك الوقت، انحدرت النظرة تجاه الرومان بكونهم فراعنة مع مرور الزمن نظرًا لكون مصر على أطراف الإمبراطورية الرومانية (على النقيض من النظرة الفرعونية التقليدية لمصر باعتبارها مركز العالم). أدى انتشار المسيحية في الإمبراطورية في القرن الرابع، وتحويل العاصمة المصرية الإسكندرية إلى مركز مسيحي رئيسي، إلى إنهاء التقليد بشكل حاسم، إذ لم يتوافق الدين الجديد مع الاقتضاء التقليدي لإطلاق لقب الفرعون.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←