رحلة عميقة في عالم الفجوة بين الأجيال

الفجوة بين الأجيال أو الفجوة الجيلية هي اختلاف آراء جيل عن جيل آخر فيما يخص المعتقدات أو السياسات أو القيم، أما اليوم فقد يستخدم مصطلح «الفجوة الجيلية» ليشار إلى الفجوة المحسوسة بين الشباب وآبائهم أو أجدادهم.

يحدث التصادم والاختلاف بالآراء بين الأجيال بسبب معدل التغيير المتسارع في المجتمع، فالتصادم الاجتماعي بين الآباء والأبناء مشكلة بمعظم الدول؛ الأبناء غاضبون من آبائهم، والآباء متعصبون على أبنائهم، الأبناء يتهمون الأهل بأنهم متأخرون عن إيقاع العصر ويصفونهم بالمتزمتين والمتشددين، بينما الآباء يتهمون الأبناء بأنهم لا يحترمون القيم والعادات والتقاليد.

يعيش أبناء القرن الحادي والعشرين في المجتمع بشكل يختلف عن الواقع الذي عرفه آباؤهم وأجدادهم، وهذا الاختلاف في الواقع اليومي يخلق نوعًا من الفجوة بين الأجيال، فنجد أن التحولات التي طرأت على المجتمعات خلال هذه الفترة الحالية، من تطور تكنولوجي وإعلامي، أدت بشكل كبير إلى تصادم بين الجيلين أي جيل الآباء وجيل الأبناء، وقد زاد من تعمق الهوة بين جيل محافظ متمسك بثقافته وعاداته وتقاليده القديمة، وبين جيل نشأ في ظروف حياتية مختلفة عن الأجيال السابقة والتواصل بين الأفراد من خلال شبكات النت، وكثرة الأسفار. كما أن أغلب الآباء محافظون ومتمسكون بالجذور والقيم القديمة التي نشأوا عليها، ويواجهون صعوبة كبيرة في مواكبة التقنيات الحديثة التي اعتاد عليها جيل الألفية، بسبب الفجوات بين الأجيال. مثلاً كان الشخص في الماضي يقضي وقته في قراءة الصحف والمجلات والكتب، أما في الوقت الحالي فنجد الشاب يقضي أوقاته في المنزل وحتى خارج المنزل في التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، لا يجني سوى الثرثرة، وإن قرأ معلومة يقرأها بصورة باهتة.

وتفوّقت الأجيال الحالية على جيل الآباء والأجداد في استخدام التكنولوجيا، مثلًا نرى الطفل وهو يشرح للبالغ من الآباء أو الأجداد كيفية استخدام الموبايل والكمبيوتر، وقد ينتابه الغرور الذي يدمره بدرجه أن لا يستمع لنصائح الكبار، ويظن الشاب ويملأ الغرور الطفل بأنه الأكثر معرفة وخبرة ودراية في الحياة من الأجيال السابقة، ما يجعله لا يستمع لنصائح الكبار كما يجب.

لكن لو أن كل أسرة أخذت تُنمّي العلم والمعارف والسلوك الحسن من المهد حتى سن الخامسة عشرة، فينشأ الشاب على احترام الآخر، على النجاح والتقدم في حياته، لكن لو تخطى عشر السنوات دون مراعاة الأسرة له، فمن الصعب أن يُلجم عن الخطأ بعد ذلك، وسينتابه الغرور الذي يُدمّره، وتُزرع أمور البلطجة في روحه ودمه ويعامل الكبار بعدم اكتراث، ولا يعطي لأحد أهمية، نتيجة الفوضى والإهمال في تربيته من الصغر، يضيع في الحياة ويُصبح طريد العدالة، فالتقدم التكنولوجي ليس فيه عيب أو خطأ طالما يقدم من خلاله شيء لا يغضب الله



قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←