نشبت المعارك في شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) بين الوفاق الثلاثي وقوى المركز. وقفت حركة السنوسية الليبية إلى جانب الدولة العثمانية ضد الإمبراطورية البريطانية والمملكة الإيطالية. في 14 نوفمبر 1914، أعلن السلطان العثماني الجهاد وسعى إلى هجوم مضلل لصد القوات البريطانية عن سيناء وفلسطين. رغبت إيطاليا في الحفاظ على المكاسب التي جنتها إبان الحرب الإيطالية العثمانية. استمرت الحملة السنوسية في شمال أفريقيا في الفترة من 23 نوفمبر 1915 إلى فبراير 1917.
في صيف عام 1915 أقنعت الدولة العثمانية القائد السنوسي أحمد شريف بمهاجمة الأجزاء المصرية المحتلة من بريطانيا غربًا، والتشجيع على الجهاد لدعم الهجوم العثماني على جبهة قناة السويس من الشرق. عبر السنوسي الحدود الليبية المصرية على الساحل في نوفمبر 1915.
انسحبت قوات الإمبراطورية البريطانية في البداية ثم هزمت قوات الحركة السنوسية بعد عدة اشتباكات ومعارك، منها معركة أغاجيا. استعاد البريطانيون السيطرة على المنطقة الواقعة على طول الساحل بحلول مارس 1916، وكان ذلك بالاشتراك مع قوات الحدود الغربية التابعة لقوات التجريدة المصرية، التي ضمت لواء مشاة جنوب إفريقيا الأول.
في الغرب، استغل سكان المناطق التي احتلتها أو استولت عليها القوى الأوروبية من الإمبراطورية العثمانية الظروف غير المستقرة التي سببتها الحرب في أوروبا لاستعادة السيطرة على أراضيهم. اندلعت انتفاضات في المغرب والنيجر ضد المستعمرين الفرنسيين، واستمر بعضها لفترة أطول من الحرب العالمية الأولى. في السودان، وقعت مناوشات بين القوات البريطانية - المصرية وسلطان دارفور، الذي اعتقدوا أنه أعد لغزو مصر، وكان ذلك بالتزامن مع عمليات للحركة السنوسية على الحدود الغربية. جرت عمليات البريطانيين بالاعتماد على عدد قليل من الرجال المجهزين بالسيارات والطائرات واللاسلكي، ما ضاعف من فاعليتهم ومكنهم في كثير من الأحيان من مفاجأة خصومهم بسرعة مناوراتهم.