أنشئت العمارة الصناعية البريطانية بشكل أساسي اعتبارًا من عام 1700، لإيواء العديد من الصناعات في بريطانيا التي كانت موطن الثورة الصناعية خلال هذه الفترة، وسرعان ما انتشرت كل من التقنيات الصناعية الجديدة والهندسة الصناعية في جميع أنحاء العالم، وعلى هذا، فإن عمارة المباني الصناعية الباقية حتى اليوم تمثل جزءًا من تاريخ العالم الحديث.
كان التعرف على بعض الصناعات سهلًا من خلال الأشكال الوظيفية لمبانيها، كما هو الحال بالنسبة لأفران المخاريط الزجاجية، والأفران ذات شكل القارورة المنتجة للفخار. دعمت صناعة النقل أولًا من خلال نمو شبكة القنوات المائية، ثم شبكة من السكك الحديدية، فساهم كل ذلك في إنشاء معالم عمرانية بارزة مثل قناة بونتسيسيلت وجسر ريبلهيد.
أتاح التوفر الكبير للمواد الجديدة التي أمنتها الصناعات الحديثة أنماطًا مبتكرة من البناء، بما في ذلك الخرسانة المسلحة والفولاذ، فتمكن مهندسو العمارة الصناعية من استكشاف أنماط عديدة من التصاميم لمبانيهم بحرية أكبر، بدءًا من النهضة المصرية إلى قلاع العصور الوسطى، ومن المنزل الريفي الإنكليزي إلى مباني البندقية ذات الطراز القوطي. سعى آخرون إلى إثارة الإعجاب معتمدين على الحجم، مثال على ذلك المداخن الطويلة كما في إينديا ميل، داروين. احتفى البعض الآخر بالحداثة بشكل مباشر كما هو الحال مع محطة توليد الطاقة الكهربائية «هيرويك»، شيسويك، بالإضافة إلى تمثالي «ايليكتريستي» و«لوكوموشن». اتخذ مقر شركة «باي باس موديرن» الأبيض الطويل، الذي يشبه في تصميمه مبنى «آرت ديكو هوفر بيلدينغ» مكانه بشكل واضح إلى جانب الطريق الرئيسي خارج مدينة لندن.