العقل السياسي العربي- كتاب للمفكر الفيلسوف المغربي الدكتور "محمد عابد الجابري"، والكتاب يمثل الحلقة الثالثة من سلسلة نقد العقل العربي، ظهرت الطبعة الأولى من
الكتاب عام 1990م، عن مركز دراسات الوحدة العربية، ثم توالت بعد ذلك العديد من الطبعات لهذا الكتاب (1992م "ط2"، 1995م "ط3"، 2000م "ط4"، 2001م "ط5"، 2007م "ط6"، 2011م "ط8"، 2017م "ط10"، 2019م "ط11" 2021م "ط12، 2024م "ط13".).
جاء في المدخل العام لكتاب "العقل السياسي العربي- محدداته وتجلياته" أن لكل فعل محددات وتجليات. المحددات قد تكون دوافع بيولوجية أو سيكولوجية، شعورية أو لاشعورية، وقد تكون تنبيهات أو تأثيرات خارجية. أما التجليات فهي المظاهر والكيفيات التي يتحقق الفعل فيها، أو من خلالها، أو بواسطتها. والسياسة فعل. له هو الآخر محدداته وتجلياته، وهو فعل اجتماعي يعبر عن علاقة قوى بين طرفين، يمارس أحدهما على الآخر نوعًا من السلطة خاصًا، هي سلطة الحكم. ومحددات الفعل السياسي بوصفه سلطة تمارس في مجتمع وتجلياته النظرية والتطبيقية، الاجتماعية الطابع، تشكل بمجموعها قوام ما ندعوه هنا "العقل السياسي". هو "عقل" لأن محددات الفعل السياسي وتجلياته تخضع جميعًا لمنطق داخلى يحكمها وينظم العلاقات بينها. منطق قوامه مباديء وآليات قابلة للوصف والتحليل. وهو "سياسي" لأن وظيفته ليست إنتاج المعرفة، بل ممارسة السلطة، سلطة الحكم، أو بيان كيفية ممارستها. وموضوع الكتاب هنا، والذي يمثل الجزء الثالث من رباعية نقد العقل العربي، هو "عقل الواقع العربي، وهو يتختلف عن موضوع الجزئين السابقين "عقل الفكر العربي"، فعقل الواقع العربي، يقصد به محددات الممارسة السياسية وتجلياتها في الحضارة العربية الإسلامية وامتداداتها إلى اليوم، الموضوع هنا يختلف إذن عن طبيعة الموضوع هناك: انتاج المعرفة شيء، وممارسة السياسة أو بيان كيفية ممارستها شيء أخر.