فترة الميوسين أو الميوسيني (باللاتينية: Miocene)، هي فترة جيولوجية في المقياس الزمني الجيولوجي والتي تمتد من 5.333 إلى 2.58 مليون سنة مضت، لمدة 2.753 مليون سنة تقريبا. وهي أول فترة من العصر النيوجيني في حقبة الحياة الحديثة.
مرت الكرة الأرضية بعصور جليدية بدء من الأوليغوسيني مرورا بفترة الميوسيني إلى فترة البليوسيني. ولم يتم تعريف الحدود الزمنية للميوسيني بحدث متميز واحد ولكن بالحدود الإقليمية بين الأوليغوسيني الأكثر دفئا والبليوسيني الأكثر برودة.
خلال الميوسيني المبكر، اصطدمت قارة أفريقيا والجزيرة العربية بأوراسيا، الي أدى إلى قطع الاتصال بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، والسماح بتبادل الحيوانات بين أوراسيا وإفريقيا، وانتشار الخرطوميات والبشرانيات في أوراسيا. خلال أواخر الميوسيني، انغلق الاتصال بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، مما تسبب في تبخر البحر الأبيض المتوسط بالكامل تقريبًا. وسمي هذا الحدث "أزمة الملوحة المسينية". وبعد ذلك وعند حدود فترتي الميوسيني والبليوسيني، انفتح مضيق جبل طارق، وأعيد ملء البحر الأبيض المتوسط. وسمي هذا الحدث "فيضان الزانكلي".
كما تطورت القردة لأول مرة خلال الميوسيني المبكر (وخاصة مرحلتي الأكويتاني والبروديغالي)، وبدأت في التنوع وانتشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم القديم. وفي نهاية هذه الفترة تقريبًا، انفصل أسلاف البشر عن أسلاف الشمبانزي وبدأت باتباع مسارها التطوري الخاص خلال مرحلة المسيني الأخيرة (7.5-5.3 مليون سنة) من فترة الميوسيني. وكما حدث في الأوليغوسيني الذي سبقه، فقد استمرت الأراضي العشبية في التوسع، وتقلصت الغابات. وفي بحار الميوسيني، ظهرت غابات الأعشاب البحرية لأول مرة وسرعان ما أصبحت احد أكثر النظم البيئية إنتاجية على وجه الأرض.
كانت نباتات وحيوانات الميوسيني حديثة بشكل واضح. كما استقرت الثدييات والطيور في الأرض. وانتشرت الحيتان وزعنفيات الأقدام والأعشاب البحرية.
ويشكل الميوسيني أهمية خاصة بالنسبة لعلماء الجيولوجيا وعلماء المناخ القديم لأن المراحل الرئيسية لجيولوجيا جبال الهمالايا حدثت خلال تلك الفترة، مما أثر على أنماط الرياح الموسمية في آسيا، والتي كانت مرتبطة بالفترات الجليدية في نصف الكرة الشمالي.