محمد العربي بن مهيدي، (1341هـ - 1376هـ /1923م-1957م) الملقب بـ «الحكيم»، أو «جان مولان الجزائري» من قبل الفرنسيين. هو ثوري وشهيد و مناضل جزائري، وأحد الشخصيات البارزة في ثورة التحرير الجزائرية، وُلد عام 1923م في قرية الكواهي بضواحي عين مليلة. نشأ في عائلة بسيطة، وقد اهتم بالشؤون الوطنية منذ صغره، وانضم إلى حزب الشعب الجزائري في عام 1942. كان له دور كبير في الحركة الوطنية، إذ انخرط في المنظمة الخاصة وارتقى إلى المناصب القيادية، حتى أصبح مسؤولًا عن الجناح العسكري في سطيف. في عام 1954م، انضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل وكان من أبرز مفجري الثورة الجزائرية.
خلال الثورة، تولى العربي بن مهيدي القيادة العسكرية للمنطقة الخامسة في وهران. كان من المنظمين الرئيسيين لمؤتمر الصومام في 1956م، الذي كان نقطة تحول هامة في استراتيجية الثورة. اشتهر بن مهيدي بتصريحاته مثل «ألقوا بالثورة إلى الشارع، سيحتضنها الشعب» و كذلك بابتسامته لحظة القبض عليه، كما عُرف بدوره الفاعل في معركة الجزائر عام 1956.
قُبض عليه في 23 فبراير 1957م بعد عملية مداهمة من قبل الجيش الفرنسي. تعرض للتعذيب على يد الجنرال بول أوساريس، ولكن رغم ذلك رفض الكشف عن أي معلومات تتعلق بالثوار الآخرين. تعرض لأساليب تعذيب قاسية، قبل أن يُقتل في 4 مارس 1957م.
بعد المحاولات الفرنسية السابقة لتشويه الحقيقة، اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نوفمبر 2024، بمقتل العربي بن مهيدي تحت التعذيب، وذلك في بيان رسمي بمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير الجزائرية. هذا الاعتراف جاء بعد أن كانت الرواية الفرنسية تدعي لمدة 67 سنة أنه انتحر في زنزانته، وهو ما ثبت لاحقًا بأنه كان كذبا.