العراق البعثي ورسميًا الجمهوريَّة العراقيَّةأ[›] ولاحقًا جمهوريَّة العراقب[›] كانت الدولة العراقيَّة في الفترة من 17 تموز (يوليو) 1968 إلى 9 نيسان (أپريل) 2003 عندما هيمن حزب البعث العربي الاشتراكي على العراق ليتحوَّل إلى دكتاتوريَّة شموليَّة. شهد هذا العصر ازدهارًا اقتصاديًا وعسكريًا ضخمًا حتى أصبح العراق قوة كُبرى في الشرق وصار الجيش العراقي رابع أقوى جيش في العالم. وقد خاضت البلاد أكبر حُروب القرن العشرين وأطولها مُدَّة وأشدَّها فتكًا وشراسة إذ دخل العراق إبان الحُكم البعثي في حُرُوب عدَّة لتوسيع أراضيه وفرض نُفوذه وهيمنته على الشرق الأوسط. انتهى الحُكم البعثي بعد انتصار قوات التحالف على العراق ودُخول القوات الأمريكيَّة إلى بغداد في حرب الخليج الثالثة.
أطيح بالرئيس العراقي عبد الرحمن عارف ورئيس الوزراء العراقي طاهر يحيى خلال انقلاب 17 تموز الذي قاده أحمد حسن البكر من حزب البعث الذي كان في السابق يتولى السلطة في عام 1963 وكان يقوده في المقام الأول البكر وصدام حسين. ومن خلال منصبه كرئيس فعلي لأجهزة الاستخبارات في الحزب، أصبح صدام زعيم البلاد بحكم الأمر الواقع بحلول منتصف سبعينيات القرن العشرين، وأصبح زعيماً بحكم القانون في عام 1979 عندما خلف البكر في منصبه كرئيس للبلاد. أثناء حكم البكر القانوني، نما اقتصاد البلاد وزادت مكانة العراق داخل العالم العربي. ومع ذلك برزت عدة عوامل داخلية هددت استقرار البلاد منها صراع البلاد مع إيران والفصائل داخل الطائفة الشيعية في العراق، ومن المشاكل الخارجية الصراع الحدودي مع إيران، الذي أسهم في اندلاع الحرب بين إيران والعراق.
أصبح صدام رئيس العراق، ورئيس مجلس قيادة الثورة، ورئيس الوزراء والأمين العام للقيادة القطرية لحزب البعث في عام 1979، خلال موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق بقيادة الشيعة. وكان حزب البعث، الذي كان علمانياً رسمياً في طبيعته، قد قمع الاحتجاجات بقسوة. وثمة تغيير آخر في السياسة يتمثل في سياسة العراق الخارجية تجاه إيران، وهي بلد مسلم شيعي. أدى تدهور العلاقات في نهاية المطاف إلى الحرب الإيرانية العراقية، التي بدأت في عام 1980 عندما شن العراق غزوا واسع النطاق لإيران. في أعقاب الثورة الإيرانية في عام 1979، اعتقد العراقيون أن الإيرانيين ضعفاء، وبالتالي هدفا سهلا لعسكرهم. وقد ثبت أن هذه الفكرة غير صحيحة، واستمرت الحرب لمدة ثماني سنوات. تدهور الاقتصاد العراقي خلال الحرب، وأصبحت البلاد تعتمد على التبرعات الأجنبية لتمويل جهودهم الحربية. وانتهت الحرب إلى طريق مسدود عندما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في عام 1988، مما أسفر عن الوضع الذي كان قائما قبل الحرب.
فعندما انتهت الحرب، وجد العراق نفسه في خضم كساد اقتصادي، وكان مديناً بملايين الدولارات لبلدان أجنبية، ولم يكن قادراً على السداد لدائنيه. والكويت، التي عمدت إلى زيادة إنتاج النفط في أعقاب الحرب، وخفضت أسعار النفط الدولية، زادت من ضعف الاقتصاد العراقي. وردا على ذلك، هدد صدام الكويت بالغزو ما لم تخفض إنتاجها من النفط. وتوقفت المفاوضات، وفي 2 آب 1990، شن العراق غزواً للكويت. وأدى الرد الدولي الناجم عن ذلك إلى حرب الخليج العربي، التي خسرها العراق. أطلقت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية في أعقاب الحرب لإضعاف النظام البعثي العراقي. تدهورت الظروف الاقتصادية في البلاد خلال التسعينات، وفي مطلع القرن الحادي والعشرين، بدأ الاقتصاد العراقي في النمو مرة أخرى مع تجاهل العديد من الدول للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة. وفي أعقاب هجمات 11 أيلول 2001، بدأت الولايات المتحدة "حربا عالمية على الإرهاب"، ووصفت العراق بأنه جزء من" محور الشر". في عام 2003، غزت الولايات المتحدة وقوات التحالف العراق، وتم خلع النظام العراقي البعثي بعد أقل من شهر.