أَبُو عَبْدِ ٱللّٰهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ ٱلنُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ ٱلسَّلَامِ ٱلْحَارِثِيُّ ٱلْمَذْحَجِيُّ ٱلْقَحْطَانِيُّ (11 ذو القعدة 336 هـ / 947 م - 3 رمضان 413 هـ / 1022 م) المشْهورُ باسمِ ٱلشَّيْخُ ٱلْمُفِيدُ، هُو فَقِيهٌ ومُحَدِّثٌ ومُتَكَلِّمٌ من علماء الشيعة الاثني عشرية. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين الشيعة خلال القَرْنِ الرَّابِعِ والقَرْنِ الخَامِسِ الهِجْرِي، وقام بتدوين أصولَ الفقهِ الشيعيِّ وتأسيس منهج فقهي جديد. وانتهت إليه رئاسةُ مُتَكَلِّمِي الشِّيعةِ في عصره.
وُلد مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ٱلنُّعْمَانِ سنة 336 هـ المُوافقة لسنة 947 م في قريةٍ تُسمَّى سويقة البصري، ترعرع في كنفِ والدِهِ الذي كان مُعلِّمًا في مدينة واسط، ولهذا أطلق علی ولده لقب ٱبْنُ الْمُعَلِّمِ. ولقبه عَلِيُّ بْنُ عِيسَىٰ ٱلرُّمَّانِيُّ ٱلْمُعْتَزِلِيُّ بِالمُفِيد أثناء مناظرةٍ حصلت معه استطاع فيها دَحَضَ حججَهُ.
كان عصره مليئاً بالأحداث في منطقتي «الْكَرْخ» و«بَاب الطَّاق»، في العاصمة بغداد، اللتين تعرضتا لأعمال الحرق والنهب والقتل والعنف عشرات المرات، ولحق الشيخ المفيد من أذى هذه المِحَن الكثير، حيث تعرّض للنفي من بغداد إثر حوادث شغب حصلت العام 392هـ، وتعرّض مرة ثانية للنفي في العام 395هـ، إثر فتنة حصلت بين أهل السنّة والجماعة والشيعة.
وله الكثير من المؤلفات، وأوصلها تلميذُه أحمدُ بْنُ عَلِيٍّ ٱلنَّجَاشِيُّ إلى 200 مُصنَّف تقريبًا.
كانت حياتُه العلميةُ في أغلب الأحيان في ترويج مذهبِهِ والدفاعِ والجدالِ مع المخالفين للشيعة الاثني عشرية علی اختلاف فرقهم.