يضم سكان الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ من الشعوب الأصلية أممًا وقبائل متعددة، لكل منها هويتها الثقافية والسياسية الفريدة. تربط بينهم معتقدات وتقاليد وممارسات مشتركة، أبرزها المكانة المحورية للسلمون باعتباره موردًا أساسيًا ورمزًا روحانيًا، إلى جانب تنوع أساليب الزراعة والمعيشة. يشير مصطلح «الساحل الشمالي الغربي» أو «الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ» في علم الأنثروبولوجيا إلى المجموعات الأصلية التي تستوطن السواحل الممتدة عبر ما يُعرف اليوم بمقاطعة كولومبيا البريطانية وولاية واشنطن وأجزاء من ألاسكا وأوريغون وشمال كاليفورنيا. في المقابل، يُستخدم مصطلح «المحيط الهادئ الشمالي الغربي» بشكل أكثر شيوعًا في السياق الأمريكي.
في إحدى الفترات، سجلت هذه المنطقة أعلى كثافة سكانية بين المناطق التي استوطنها السكان الأصليون في كندا. في إحدى الفترات، احتضن الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ أكثر المناطق كثافة سكانية بين الشعوب الأصلية المسجلة في كندا. وفرت الأرض والمياه موارد طبيعية وفيرة، كان من أبرزها خشب الأرز والسلمون، مما أسهم في تطور ثقافات ذات تنظيم عالٍ داخل مجتمعات اتسمت بكثافة سكانية نسبية.
ظهرت في هذه المنطقة العديد من الأمم، وتميزت كل منها بتاريخها وثقافتها ومجتمعها الخاص. ورغم تشابه بعض الحضارات في جوانب عدة، مثل المكانة البارزة للسلمون في تقاليدها، فإن حضارات أخرى اختلفت عنها في بعض السمات. قبل الاحتكاك بالمستعمرين، ولمدة وجيزة بعد الاستعمار، خاضت بعض هذه المجموعات حروبًا فيما بينها من خلال غارات وهجمات متكررة. وخلال هذه النزاعات، أسروا أفرادًا لاستخدامهم عبيدًا.