رحلة عميقة في عالم الزواف

الزواف تسمية أطلقت على فئة من أفواج المشاة الخفيفة في الجيش الفرنسي خدمت بين عامي 1830 و 1962 وارتبطت بمنطقة شمال أفريقيا الفرنسية بالإضافة إلى بعض الوحدات من الدول الأخرى التي تشكلت على نفس النمط. كانت الزواف جنبًا إلى جنب مع السكان الأصليين (الرماة الجزائريون) من بين أكثر الوحدات نيلا للأوسمة في الجيش الفرنسي.

هي كتيبة عسكرية تشكلت أولا في العهد العثماني في الجزائر من جزائريين من مختلف مناطق البلد، الكلمة لها علاقة مع القاموس التركي، يعني الزواف الذي يجمع المعادن أوالذي يعمل في الفضية، وبالمقارنة إلى المهام الموكلة لكتيبة الزواف في العهد العثماني والتي تمثلت في جمع الضرائب من القبائل المنتشرة في الجزائر بعد الانتهاء من جني المحاصيل، هناك من نسب اسم الزواف إلى اسم الزواوة ولكن اسم «الزواف» سيكون بعيد كل البعد عن مصطلح «زواوة»، بدليل أن الكثير من المؤرخين الفرنسيين الذين أرخوا للمرحلة الأولى للاستعمار الفرنسي أكدوا أن العنصر الزواوي (القبائلي) كان قليلا ومحدودا في كتيبة الزواف التي تشكلت في العهد العثماني وكذلك في العهد الفرنسي وهذه بعض الاقتباسات، يقول المؤرّخ هنري أوكابيتين في كتابه «les kabyles et la colonisatoin de l'algérie» الذي صدر سنة 1864 في صفحة 126:

«بعض المؤرخين أخطأوا لما قالوا أن الأتراك كان لهم فيلق مساعد من القبايل يحمل اسم الزواوة، الحقيقية أنه كان لهم قوات من المشات تحمل هذا الاسم لكنها متكونة فقط من العرب. زواوة كانت مجرد قوات غير دائمة توفرها قبائل تقع حول مدينة الجزائر ويقول في صفحة 127 هذه القوات كانت تقاد من طرف آغ تركي، وكان عدد العنصر القبائلي فيها قليل جدا».

أما في العهد الفرنسي فسنجد ان كتيبة الزواف التي شكلها قائد الحملة العسكرية إلى الجزائر المدعوى دي بورمون ستكون هي الأخرى مشكلة من جزائريين من مختلف المناطق وهذا ما ياكده صاحب كتاب « les français en Afrique récit algérien volume 1 » للمؤلف Eugène Émile Édouard Perret الذي صدر في سنة 1886، صفحة 104 حيث قال:«إذا كان الزواف يحملون اسم الكتيبة القديمة لزواوة (يقصد التي تشكلت في العهد العثماني) ، فهذا لا يعني أن هذا الفيلق (يقصد الذي تشكل في العهد الفرنسي) متكون من القبايل بالعكس تماما فهم أقلية فيه، أندجان (الأهالي) السهول، الأندلسين، الكراغلة إلى آخره، إنخرطوا كلهم في الزواف، إلى هؤلاء الأهالي إنظم إليهم كذلك عدد كبير من الفرنسيين» .

كتيبة الزواف بعد سن 1842 سيتم تخصيصها للجنود الفرنسيين فقط وهذا بعد هروب الجزائريين منها وانضمامهم إلى الأمير عبد القادر الذي ظهر كقائد عظيم مؤثر على الجزائريين يبث فيهم روح المقاومة والجهاد وهو ما اكد المؤرخ الفرنسي لورونسان بول (Paul Laurencin) في كتابه زوافنا (Nos zouaves) في سنة 1840، يقول«أغلب الزواف الانديجان (عرب وقبايل) كانوا يقدسون الأمير عبد القادر ومع تأثير هذا الأخير تخلوا عن الراية الفرنسية وانظموا إلى راية الأمير عبد القادر الإسلامية وقد استفاد الأمير عبد القادر من خبرتهم العسكرية وعينهم كمدربين وكون بهم جيش عصري منظم على الطريقة الأوروبية لمقاومة الفرنسيين وقد كان يطلق عليهم اسم المنتظمون وهذا لشدة تنظيمهم والحُمْرْ بسبب لون برنوسهم الاحمر»

كان من المفترض في البداية في عام 1830 أن تكون الزواف فوج من المرتزقة الجزائريين (عرب، أمازيغ، كراغلة) - وبالتالي المصطلح الفرنسي الزواف - التي اكتسبت سمعة عسكرية القتال ضد الحكام المحليين في ظل الدولة العثمانية. كان الفوج يتألف من أعداد قليلة من الجزائريين وضباط الصف الفرنسيين وضباط فرنسيين. تم تجنيد خمسمائة جزائري في أغسطس وسبتمبر، ولكن لرفع الأعداد إلى مائة وستمائة المرغوبة، تقرر أن يتم توسيع تجمع المجندين إلى المتطوعين من أي عرق، لذلك كان أول فوج زوافي مزيجا من الجزائريين، المتطوعون الأوروبيون والسود.بعد اثني عشر عاما، بدأ تجنيد الزواف على وجه الحصر تقريبا من الأوروبيين فقط، وهي سياسة استمرت حتى الحل النهائي لهذه الأفواج بعد استقلال الجزائر.

في ستينيات القرن التاسع عشر، أطلقت وحدات جديدة في العديد من البلدان الأخرى على نفسها اسم «الزواف». والزواف البابوية نظمتها لويس لاموريسيير، وهو قائد سابق لزواف شمال أفريقيا، في حين رقيب الزواف السابق، فرانسوا روشبرون، نظم البولندية «الزواف الموت» الذين قاتلوا ضد روسيا في 1863-1864. في 1870 معركة، شكلت الزواف البابوية السابقة كاد لوحدة الزواف الاسبانية قصيرة الأجل. كما تم استخدام لقب «الزواف» من قبل الوحدات البرازيلية من المتطوعين السود في حرب باراغواي، ربما بسبب وجود صلة واضحة مع أفريقيا.

في الولايات المتحدة، تم جلب الزواف للجمهور من قبل إلمر إلسورث، الذي كان يدير شركة تدريبات تدعى «الزواف Cadets». تجولت شركة الحفر على الصعيد الوطني. ثم أثيرت وحدات «الزواف» على جانبي الحرب الأهلية الأمريكية من 1861-1865، بما في ذلك فوج تحت قيادة إلسورث، ونيويورك «النار الزواف».

كان الزي الرسمي المميز لوحدات الزواف يميل إلى تضمين سترات قصيرة ذات جبهة مفتوحة وبنطلونات فضفاضة (شروال)، ومعدات رأس شرقية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←