الدليل الشامل لـ الرفعة

الرفعة هي حي سكني في الهفوف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

عندما زار السيد فيدال واحة الأحساء عام 1373هـ/ 1953م قام برصد العديد من مظاهرها الاجتماعية والجغرافية في كتابه واحة الأحساء، ومما قام بوصفه مدينة الهفوف حيث تعرض لأحيائها الثلاثة الشهيرة الكوت والرفعة والنعاثل، وسوقها المعروف بسوق الخميس، وقد كان العمق المعلوماتي لبحثه لا يتعدى الملامسة الخارجية لمظاهر الحياة فيها، وقد كان بحثه موفقا في حدود خطته البحثية، غير أن هناك مجالات أكثر تنوعا وعمقا للمهتمين بالدراسات التاريخية والجغرافية والثقافية عند رغبتهم في قراءة تلك الأحياء، سواء من النواحي العمرانية أو السكانية أو الاقتصادية وفي هذه الصفحات يسعى الباحث إلى تسليط الضوء على أحد فرقانها الشهيرة المعروف بفريج الرفاعة، في الرفعة الوسطى ضمن وصف السيد فيدال، وسوف يعمل الباحث أدواته الوصفية للخروج بصورة أكثر تفصيلاً من ذلك الفريق (الفريج)، من حيث واقعها العمراني والسكاني والحرفية كعناصر حضارية تفاعلت عبر مر السنين، حيث الموقع في قلب مدينة الهفوف الصاخب بالحياة، وفي هيكل عمراني يحكي ملامح العمران الأحسائي العتيق المتسم بتدرج فراغاته العمرانية في نسق تنازلي، وسكان الفريج من أبناء القبائل العربية، ومنتجاتهم الحرفية تعد في طليعة ما تنتجه الواحة من حيث الجودة، ويعد إسهاما بارزا في تعزيز ملامح الثقافة العربية الأصيلة لسكان الجزيرة العربية في مجال الضيافة العربية المتسمة بالكرم، أو العلاقات الإجتماعية التي يشكل حسن المظهر أحد متطلبات نجاح تلك العلاقة، وتلك الملامح الثقافية التي يدعمها سكان هذا الفريج ليس على مستوى واحة الأحساء خاصة بل على صعيد الجزيرة العربية قاطبة.

هذه الدراسة تأخذ قارئها إلى سكك فريج يقع في قلب مدينة الهفوف يؤمه أبناء حاضرة الأحساء بمدنها وقراها وسكان البادية ليتزودوا منه بالعديد من مستلزماتهم الحياتية كالبشت الحساوي لارتدائه باعتباره أحد مكونات الزي العربي الأصيل، ولاقتناء الدلة الحساوية التي يعد فيه قهوته العربية اليومية أو لضيوفه القادمين في مجلسه، هذا بالإضافة إلى أغماد السيوف والخناجر، كما أن هذا الفريج كان يسعد كثيرا (ولا يزال) باستقبال محبي المنتوجات الأحسائية في مجال الصياغة والمجوهرات، لاسيما العرسانُ وذووهم القادمون للتبضع من المصوغات الذهبية والفضية، التي تزين مفاتنهم ليلة الزفاف، كما يستقبل في الوقت ذاته السياح والمقيمين من الأجانب الذين يترددون على واحة الأحساء، خاصة ممن تستهويهم مسألة اقتناء المنتجات الحرفية باعتبارها أحد مفردات ثقافة الجزيرة العربية.

من يدخل هذا الفريج ويتفرس في مكوناته سيدوي في وجدانه صدى يأتيه من أعماق السنين، تحكي له هموم أبنائه الحرفيين الكادحين من أجل لقمة العيش الشريف، عبر أناملهم المضمخة بعبق التراث العربي الأصيل، حيث الكل يعمل بكل جهد وإخلاص ليبدو منتجه فنا أصيلا يغزو مشاعر مقتنيه قبل محافظ نقودهم، أجل هناك قاسم مشترك يجمع منتجات أبناء الفريج ألا وهو الذوق الرفيع فخياط المشالح لا يخيط فقط وإنما يسكب خيوط الذهب على أقمشة الصوف لتبدو في جمال لا يقل روعة عن صائغ الذهب الذي يشاطره سكنى الفريق، وعشق الإبداع، ورضا عملائهم الذين اعتادوا اقتناء روائع الفن الأحسائي الأصيل.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←