يُعد التمييز بين الذاتية والموضوعية أحد الأفكار الأساسية في الفلسفة، على وجه التحديد في نظرية المعرفة وما وراء الطبيعة. غالبًا ما يرتبط ذلك بمناقشات حول الوعي، والوكالة، والتشخص، وفلسفة العقل، وفلسفة اللغة، والواقع، والحقيقة والتواصل (في سبيل المثال في التواصل السردي والصحافة).
يمكن اعتبار أمر ما ذاتيًا عند اعتماده على العقل (التحيزات، والإدراك الحسي، والمشاعر، والآراء، والخيال أو التجربة الواعية). إذا كان الادعاء صحيحًا عند النظر فيه من وجهة نظر الكائن الواعي حصرًا، فإن الادعاء صائب ذاتيًا. على سبيل المثال، قد يعتبر شخص ما الطقس دافئ ومثالي، بينما ينظر شخص آخر إلى الطقس نفسه باعتباره حارًا للغاية؛ تُعد وجهتا النظر هاتان ذاتيتين. تأتي كلمة الذاتية من الذات بالمعنى الفلسفي، إذ تشير إلى الفرد الذي يمتلك تجارب واعية فريدة، مثل المنظور، والأحاسيس، والمعتقدات والرغبات، أو الذي يتصرف (بشكل واع) أو يمارس السلطة على كيان آخر ما (الموضوع).
يمكن اعتبار أمر ما موضوعيًا عند القدرة على تأكيده بشكل مستقل عن العقل. إذا كان الادعاء صحيحًا عند النظر فيه من خارج وجهة نظر الكائن الواعي حتى، فإن الادعاء صائب موضوعيًا. تمثل الموضوعية العلمية ممارسة العلوم مع تعمد التقليل من التعصب، أو التحيزات أو التأثيرات الخارجية. تمثل الموضوعية الأخلاقية بدورها مفهوم القوانين الأخلاقية التي تخضع للمقارنة ببعضها البعض عبر مجموعة من الحقائق العالمية أو من خلال منظور عالمي معين عوضًا عن مجموعة من وجهات النظر المتعارضة والمختلفة. تمثل الموضوعية الصحفية عملية نقل الحقائق والأخبار بأقل قدر ممكن من التحيزات الشخصية أو على نحو نزيه أو محايد سياسيًا.
لاقت كلا الفكرتين العديد من التعريفات المتباينة والملتبسة من العديد من المصادر المختلفة نظرًا إلى عدم وجود أي أهمية معتبرة للتمييز بينهما إذ لا يُعد ذلك نقطة محورية في الخطاب الفلسفي. عادة ما تُعتبر هاتان الكلمتان متضادتين، على الرغم من استكشاف عدد من التعقيدات المتعلقة بكلتيهما في الفلسفة: على سبيل المثال، تكمن إحدى وجهات النظر العائدة إلى بعض المفكرين في اعتبار الموضوعية وهمًا غير موجود على الإطلاق، أو اعتقادهم بوجود طيف قادر على ربط الذاتية والموضوعية مع منطقة رمادية بينهما، أو أنه من الممكن النظر في مشكلة العقول الأخرى بأفضل طريقة ممكنة من خلال مفهوم توافق الذوات، الذي أمكن تطويره منذ القرن العشرين. يعود جذر كلمتي الذاتية والموضوعية إلى المصطلحين الفلسفيين الذات والموضوع، اللذين يشيران إلى المراقب والشيء الخاضع للمراقبة، على الترتيب.