لماذا يجب أن تتعلم عن الدين في كوريا الجنوبية

تُظهر الإحصائيات أن غالبية الكوريين الجنوبيين لا يتبعون أي ديانة. أما بالنسبة لمن ينتمون إلى ديانة معينة، فإن البوذية والمسيحية (البروتستانتية والكاثوليكية) هما الديانتان السائدتان. وفقًا لاستطلاع الرأي العام في الرأي العام الذي أجرته كوريا ريسيرش عام 2024، فإن 51% من السكان لا يعتنقون أي دين، بينما يعتنق 31% المسيحية (20% بروتستانتية و11% كاثوليكية)، و17% يعتنقون البوذية، في حين ينتمي 2% إلى ديانات أخرى.

كانت البوذية ذات تأثير كبير في العصور القديمة، بينما أثرت المسيحية على شرائح واسعة من السكان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ومع ذلك، لم يزد عدد أتباعهما بشكل ملحوظ إلا في منتصف القرن العشرين، كجزء من التحولات العميقة التي شهدها المجتمع الكوري الجنوبي خلال القرن الماضي. ومنذ عام 2000، بدأ كل من البوذية والمسيحية في التراجع. في المقابل، لا تزال الديانات الشامانية المحلية (مثل الشامانية الكورية) تحظى بشعبية وقد تمثل جزءًا كبيرًا من غير المنتسبين لأي دين. في الواقع، وفقًا لاستطلاع أجري عام 2012، صرح 15% فقط من السكان بأنهم غير متدينين بالمعنى الحرفي لـ"الإلحاد". ووفقًا لتعداد عام 2015، فإن نسبة غير المنتمين لأي دين أعلى بين الشباب، حيث تبلغ حوالي 64.9% بين الأشخاص في العشرينيات من عمرهم.

مع مطلع القرن العشرين، كان للمسيحية وجود متجذر في كوريا، في حين أن معظم السكان ظلوا يمارسون الشامانية الكورية، وهي الدين المحلي السائد. ومع ذلك، لم تحظَ الشامانية الكورية بمكانة دينية وطنية تضاهي الدين الشعبي في الصين أو فيتنام أو الشنتو في اليابان، مما أتاح للمسيحية فرصة للانتشار والتجذر مبكرًا.

إلى جانب ذلك، انخرط السكان في الطقوس الكونفوشيوسية واحتفظوا بممارسات عبادة الأسلاف على نطاق خاص.[5] وكانت الفلسفات والأديان المنظمة مقتصرة على النخبة الحاكمة، التي تبنت تفسيرًا صارمًا للكونفوشيوسية، عُرف بالكونفوشيوسية الكورية، تحت تأثير النفوذ الصيني طويل الأمد. أما البوذية الكورية، فرغم إرثها الغني، فقد ضعفت كمؤسسة دينية مع دخول القرن العشرين، بعد قرون من القمع في عهد مملكة جوسون.

بدأ انتشار المسيحية في كوريا منذ القرن الثامن عشر، بفضل دعم المدرسة الفلسفية سيوهاك. وفي أواخر القرن التاسع عشر، ومع سقوط مملكة جوسون، شهدت المسيحية توسعًا ملحوظًا، حيث لجأ الملك والمثقفون إلى النماذج الغربية لتحديث البلاد، مما أدى إلى دعم أنشطة المبشرين الكاثوليك والبروتستانت.

وفي ظل الاستعمار الياباني خلال النصف الأول من القرن العشرين، تعزز ارتباط المسيحية بالهوية الوطنية الكورية، خاصة مع محاولات اليابانيين دمج الشامانية الكورية ضمن الشنتو الرسمي للدولة.

مع انقسام كوريا إلى دولتين بعد 1945، دولة الشمال الشيوعية ودولة الجنوب المناهضة للشيوعية، هربت أغلبية السكان المسيحية الكورية التي كانت إلى ذلك الوقت في القسم الشمالي إلى كوريا الجنوبية. وقُدّر أن عدد المسيحيين المهاجرين إلى الجنوب كان أكثر من مليون. في خلال النصف الثاني من القرن العشرين، أصدرت حكومة كوريا الجنوبية قوانين لتهميش الدين الأهلي السندو أكثر، وفي نفس الوقت كانت تدعم المسيحية وإحياء البوذية. وفقًا للباحثين، فإن التعدادات الكورية الجنويبة لا تعد المؤمنين بالسندو الأهلي، وتقللّ تقدير عدد معتنقي الفِرَق السنديّة. ولكن الإحصائيات التي أجرتها جمعية تطوير المنتجعات الأمريكية تقدر أنه في عام 2010 كان 14.7% من الكوريين الجنوبيين يعتنقون الدين العرقي المحلي، و14.2% يعتنقون حركات جديدة، و10.9% يمارسون الكونفوشيوسية.

ووفقًا لبعض المراقبين، فإن التناقص الحاد في أعداد المنتسبين إلى بعض الأديان (الكاثوليكية والبوذية) المسجل بين إحصاءي 2005 و2015 راجع إلى اختلاف منهجية الاستبيان بين الإحصاءين. فأما إحصاء 2005، فكان تحليلًا للسكان جميعهم (استبيانًا شاملًا) يستخدم البيانات التي تعطيها كل أسرة، وأما إحصاء عام 2015، فأُجري على الإنترنت، واقتصر على عينة هي خمس التعداد السكاني الكوري الجنوبي. وقيل إن إحصاء عام 2015 لم يعتبر السكان الريفيين، هذا والبوذية والكاثوليكية فيهم أكثر، وهم أقل اختلاطًا بالإنترنت، وفضّل هذا الإحصاء البروتستانت، وهم أكثر تمدّنًا ولديهم وصول أسهل إلى الإنترنت. انتقد كل من السكان البوذيين والكاثوليكيين نتائج إحصاء 2015.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←