الخلافة الموحدية أو الدولة الموحدية أو الدولة المؤمنية هي دولة عربية إسلامية قامت في شمال إفريقيا خلال القرن الثاني عشر الميلادي (القرن السادس الهجري). ظهرت بدايةً كحركة دينية إصلاحية قادها ابن تومرت بين قبائل مصمودة في الأطلس الكبير، ثم تحولت إلى دولة مركزية قوية بعد وفاته على يد خليفته عبد المؤمن بن علي الكومي، المنحدر من قبيلة كومية الزناتية المنتشرة في المغرب الأوسط (الجزائر الحالية).
بفضل التنظيم السياسي والعسكري الذي وضعه عبد المؤمن بن علي، توسعت الدولة الموحدية لتسيطر على معظم بلاد المغرب الكبير، وجعلت من مدن مثل تلمسان وبجاية قواعد أساسية في بنيتها الإدارية والعسكرية، قبل أن تمتد نحو الأندلس. وفي أوج قوتها، امتد نفوذها من أطراف طرابلس شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن الصحراء الكبرى جنوباً إلى شبه الجزيرة الأيبيرية شمالاً.
شهد عام 1212م نقطة تحوّل حاسمة في وجود الموحدين بالأندلس، عندما هُزم الخليفة محمد الناصر (1199–1213م) في معركة العقاب في جبال سييرا مورينا على يد تحالف من القوات المسيحية لمملكتي قشتالة وأراغون ومملكة نبرة. وخلال العقود التالية فقد الموحدون معظم أراضيهم في الأندلس، حيث سقطت قرطبة في يد المسيحيين سنة 1236م، ثم إشبيلية سنة 1248م.
استمر حكم الموحدين في شمال إفريقيا بعد ذلك، لكن الثورات القبلية وفقدان الأراضي التدريجي والانقسامات الداخلية مهدت الطريق لتفكك الدولة. وكان آخر حكام الموحدين إدريس الواثق، الذي لم يكن يسيطر سوى على مراكش، حيث اغتيل على يد أحد عبيده سنة 1269م. وعلى أنقاض الدولة الموحدية ظهرت سلالات جديدة، فاستولى المرينيون على مراكش، والزيانيون على تلمسان، والحفصيون على تونس، وبنو نصر على غرناطة، منهين بذلك سيطرة الموحدين على الغرب الإسلامي.