الحملة الإسلامية على الخزر هي حملة عسكرية أرسلها الخليفة هشام بن عبد الملك إلى القوقاز بقيادة أخيه مسلمة بن عبد الملك لمواجهة الخزر في عام شوال، 112 هـ-ديسمبر، 730 م. وهي جزء من عدة حملات وغزوات شنها المسلمين خلال 112 هـ-730 م و113 هـ-731 م بعدما قُتِل الجراح بن عبد الله الحكمي وتوغل الخزر بجيوشهم لأراضي المسلمين في القوقاز وما وراء النهر وبلاد فارس حتى وصلوا للموصل، وكان من ضمن هذه الحملات حملة سعيد بن عمرو الحرشي في القوقاز وحملة الجنيد بن عبد الرحمن المري في بلاد ما وراء النهر، وهدفها الحد من خطر الخزر وحماية المسلمين واستعادة ما احتلوه من الديار الإسلامية وردعهم عن غزو الدولة الأموية والانتقام منهم لما فعلوه مع الجراح بن عبد الله الحكمي وجيشه.
عندما قُتِل والي جنوب القوقاز الجراح، أرسل الخليفة هِشام سعيد بن عمرو الحرشي سريعاً إلى جنوب القوقاز مع جيش فهزم الخزر وحرر نساء الجراح الحكمي وأولاده وبقية أسرى المسلمين وأهل الذمة من قبضة الخزر، وهزمهم في عدة معارك وانتقم للمسلمين، ولم يكتفِ هشام بن عبد الملك بالانتصارات التي حققها سعيد فقام بتولية أخيه مسلمة بن عبد الملك على جنوب القوقاز مرة أُخرى في شهر شوال، 112 هـ-ديسمبر، 730 م وأرسله مباشرة مع جيش كبير كان من قاداته بعض أمراء بني أمية مثل ابن عمه مروان بن محمد (الخليفة الأخير للدولة الأموية)، وأرسل معه أيضاً العباس ابن أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك وابنه سليمان بن هشام بن عبد الملك.
وصل مسلمة فأقام في بادئ الأمر في مدينة برذعة فترة ثم عبر النهر وبدأ حملته بغزو قلعة حيزان الواقعة بمدينة شروان فحاصر أهلها لمدة بسيطة ثم فتح الحصن وهدمه، وبعدها سار بجيشه باتجاه مدينة دربند (باب الأبواب) وفي طريقه انضم إلى جيشه ملوك جبال القوقاز المسلمين حتى وصل لدربند فلَم يُقاتل جيشها، وتوجه للحصون التي حولها فلم يجد بها جنود للخزر فتوجه لمدينة بلنجر فلم يجد بها أي خزري فتقدم لمدينة سمندر، خلال ذلك وصل خبر وجود مسلمة بالقوقاز إلى ملك الخزر فجمع جيش قوي شديد لكي يُفاجئ به المسلمين، ووصلت الأخبار لمسلمة فقام بحيلة استطاع بسببها المسلمين من الانسحاب لمكان يُقال له «باب واق» فخندق المسلمين خندقاً حولهم فلحقهم ملك الخزر بجيشه فجهز مَسلمة الجيش فبدأت المعركة وتمكن المسلمين منهم فأكثروا من قتل الخزر، وقام مسلمة بإعداد خطة لقتل الخاقان وهو في محمله بين حراسه فنجحت الخطة ولكن الملك هرب ثم اشتد القتال بين الفريقان حتى هُزِم الخزر وهربوا من ساحة القتال.
بعدها توجه مسلمة لدربند فحاصر قلعتها فطال الحصار حتى قام مسلمة بتخطيط خطة ذكية لجعل الخزر يهربون من المدينة وهي أنه قام بتلويث أنابيب تصريف مياه المدينة بدماء الحيوانات فلمّا حاولوا الاغتسال وشرب الماء وجدوه دماً فابتعد مسلمة بالجيش عن المدينة ففتح الخزر الأبواب وهربوا تاركين خلفهم متاعهم وأملاكهم فدخل مسلمة المدينة وأسسها من جديد وطهر أنابيب المياه من الدماء وقام بتوطين أربع وعشرين ألف جندي من أهل الشام فيها واستخلف عليها قائداً من قاداته وجعل ابن عمه مروان بن محمد قائداً على جيشه وعاد إلى الشام في محرم، 114 هـ-مارس، 732 م ليخبر أخيه هشام بنجاح الحملة فانتهت بذلك وبذات الشهر قام هشام بتولية مروان بن محمد على إمارة أرمينية وأذربيجان (جنوب القوقاز).