تُشير الحملة الأدرياتيكية إلى مسرح عمليات ثانوي خلال الحروب النابليونية شهد هجومَ سلسلةٍ من القطع البحرية الصغيرة التابعة للبحرية الملكية البريطانية والبحرية النمساوية والطرادات المستقلة على القوات البحرية المشتركة للإمبراطورية الفرنسية الأولى، ومملكة إيطاليا، والأقاليم الإيليرية، ومملكة نابولي بين الأعوام 1807 و1814 في البحر الأدرياتيكي. رزحت إيطاليا، ونابولي، والأقاليم الإيليرية تحت سيطرة الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول بصورة مباشرة أو بالوكالة، بعد أن استولى عليها بموجب معاهدة برسبورغ إثر انتهاء حرب التحالف الثالث.
ضمنت السيطرة على البحر الأدرياتيكي للبحرية الفرنسية عدةَ مميزات، كان منها تسهيل النقل السريع لقواتها من إيطاليا إلى البلقان والنمسا، لشنّ حملات في الشرق، إضافة إلى بسط فرنسا سيطرتها على العديد من منشآت صناعة السفن، وخصوصًا الأحواض البحرية الكبيرة في مدينة البندقية. ابتداءً من العام 1807، وإثر تعجيل معاهدة تيلسيت بالانسحاب الروسي من جمهورية الجزر السبع الموحدة، حققت البحرية الفرنسية الهيمنة البحرية في المنطقة. كما جاء في معاهدة تيلسيت بندٌ سري يضمن بذل المساعدة العسكرية الفرنسية في أي حرب قد تنشب بين الروس والإمبراطورية العثمانية. وللالتزام بهذا البند، توجب على نابليون تأمين خطوط إمداده شرقًا عبر تحديث الجيوش الفرنسية في إيليريا. واستلزم هذا الإجراء فرض السيطرة على البحر الأدرياتيكي ضد الهجمات البريطانية ذات الحدّة المتنامية. أزمعت البحرية الملكية البريطانية على منع قوافل القوات الفرنسية تلك من الوصول إلى إيليريا، وسعت إلى إنهاء الهيمنة الفرنسية في المنطقة، وهو ما أفضى إلى حملة بحرية دامت ست سنوات.
لم تتّبع الحملة تكتيكًا موحدًا؛ فقد كُبّلت القوات البريطانية والفرنسية بمُقتضيات الصراع الأشمل والدائر في البحر المتوسط والعالم ككلّ، وهكذا تفاوتت أعداد السفن المنخرطة في الحملة. وعلى الرغم من تعاقب العديد من الضباط على قيادة المنطقة، فإن أهم شخصيتين تُذكران هما ويليام هوست وبرنار دوبورديو، اللذان لقيا الإشادة في صحف بلادهما طوال العامين 1810 و1811. بلغت الحملة ذروتها بين قوات الضابطين في معركة ليسا في مارس 1811، حيث ألحق هوست الهزيمة بقوات دوبورديو الذي قُتل كذلك في تلك الموقعة المشهورة.
انتزعت أحداث العام 1811 الهيمنة لصالح البريطانيين على البحر الأدرياتيكي طوال الفترة المتبقية من الحرب. بدأت قوات الحملات البريطانية واليونانية بالاستيلاء المطّرد على الجزر الفرنسية المحصنة، وخلقت الغارات التي شنّتها حالة من الفوضى في حركة التجارة عبر المنطقة. وتبعًا لذلك، أُلغيت خطط الهجوم الفرنسية ضد الإمبراطورية العثمانية، وتحول الجيش الكبير نحو روسيا. استمرت القوات البريطانية في شنّ هجماتها حتى طردت جيوش التحالف السادس المتقدمة الفرنسيين من ساحل البحر الأدرياتيكي في أوائل العام 1814، مع مساعدة القوات البريطانية والبحرية في الاستيلاء على عدة مدن فرنسية هامة، بما في ذلك مدينتيّ فيومي (رييكا) وترييستي.