فك شفرة الحقبة الإفريقية الرطبة

الحقبة الإفريقية الرطبة (AHP) هي حقبة مناخية في إفريقيا خلال العصر الهولوسيني حيث كان شمال إفريقيا أكثر تعرضًا للأمطار من الوقت الحالي. كان السبب وراء إحلال الصحراء الكبرى بالأشجار والحشائش والبحيرات هو التغيرات في مدار الأرض حول الشمس؛ التغيرات في الكساء النباتي والغبار في الصحراء التي قوّت الرياح الموسمية الإفريقية، وزادت من تأثير الغازات الدفيئة التي قد تضمن أن الاحتباس الحراري الذي سببه الإنسان سيتسبب أيضًا في انحسار الصحراء الكبرى.

قبل الحقبة الإفريقية الرطبة، خلال الذروة الجليدية الأخيرة، كانت الصحراء الكبرى أكبر بكثير مما هي عليه الآن، كما احتوت على حقول ممتدة من الكثبان؛ كانت العديد من البحيرات والأنهار مثل بحيرة فيكتوريا والنيل الأبيض إما جافة أو في مستويات منخفضة وكانت الصحراء الكبرى غير مسكونة في الأغلب. بدأت الحقبة الإفريقية الرطبة منذ قرابة 14,600–14,500 عامًا في نهاية حدث هاينريش، بالتزامن مع احترار بولينج-أليرود؛ تكونت أو توسعت البحيرات مثل بحيرة تشاد، تكونت الأنهار الجليدية على جبل كليمنجارو وانحسرت الصحراء. حدث تقلبان رئيسيان، الأول خلال الجليدي الأصغر والآخر خلال الحدث الذي وقع منذ 8200 عامًا، وخلال الحدثين عادت الأحوال الجافة بشكل مؤقت عبر إفريقيا. جاءت نهاية الحقبة الإفريقية الرطبة منذ قرابة 6,000–5,000 عامًا خلال حقبة تذبذب بيورا الباردة عندما احتلت الصحراء الكبرى موقعها الحالي. بينما تشير بعض الأدلة إلى انتهاء الحقبة منذ 5500 عامًا في الصحراء الكبرى، يبدو أن فترة النهاية قد استمرت في الساحل وشبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا في العديد من الخطوات مثل حدث القحولة الذي وقع منذ 4200 عامًا.

أدت الحقبة الإفريقية الرطبة إلى انتشار المستعمرات في الصحراء الكبرى والصحاري العربية، وكان لها تأثير شديد على الثقافات الإفريقية، مثل ميلاد الحضارة الفرعونية والأهرام بعد نهايتها، وربما أيضًا التطور في أساطير العصر الذهبي المنتشرة على نطاق واسع. لقد عاشوا على الصيد وجمع الثمار حتى الثورة الزراعية، وتدجين الحيوانات مثل الماشية والماعز والأغنام. تركوا مواقعًا أثرية وأدوات مثل واحدة من أقدم السفن في العالم؛ والرسومات على الصخور مثل تلك في كهف السباحين وفي جبال أكاكوس.

افتُرض أن الحقب الزمنية الرطبة الأقدم في إفريقيا كانت بعد اكتشاف تلك الرسومات الموجودة على الصخور في الأجزاء غير المأهولة حاليًا من الصحراء الكبرى. يبدو أن تلك الحقب الأقدم قد أثرت في تطور الإنسان الحديث. عندما انتهت الحقبة الإفريقية الرطبة، هجر البشر الصحراء تدريجيًا باتجاه المناطق ذات الموارد المائية الأكثر أمانًا، مثل وادي النيل وبلاد الرافدين، حيث نشأت أول المجتمعات المركبة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←