أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْقُرَشِيُّ (15 رمضان 3 هـ - 49 هـ، أو 50 هـ، أو 51 هـ / 4 مارس 625 م - 670 م)، سبط الرسول محمد، صَحابيّ، خامس الخلفاء الراشدين عند أهل السنة والجماعة، ثاني أئمة الشيعة، لقَّبه النبي محمد بـ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ ٱلْجَنَّةِ، فقال: «ٱلْحَسَنُ وَٱلْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ ٱلْجَنَّةِ»، وهو رابع أصحاب الكساء. أبوه عليُّ بْنُ أبي طالبٍ ابْنُ عم النبي محمد، وأمه: فاطمة بنتُ النبي محمد، وقيل إنه أشبه الناس بالنبي.
ولد في منتصف شهر رمضان، سنةَ 3 هـ، وكان النبي محمد يحبه حبًا جمًا ويقول: «ٱللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ»، وكان يأخذه معه إلى المسجد النبوي في أوقات الصلاة، فيصلي بالناس، وكان الحسن يركب على ظهره وهو ساجد، ويحمله على كتفيه، ويُقبّله ويداعبه ويضعه في حِجره ويَرْقِيه، وكان يعلمه الحلال والحرام، توفي جده النبي محمد وأمه فاطمة كلاهما سنة 11 هـ. جاهد في عهد عثمان، فشهِد فتح إفريقية تحت إمرة عبد اللهِ بْنِ سعدِ بْنِ أبي السرح، وشهِد فتح طَبَرِستان وجُرجان في جيش سعيدِ بْنِ العاص، ومَوقِعةَ الجمل، ومعركةَ صفين.
بويع بالخلافة في آخر سنة 40 هـ بعد وفاة عليِّ بْنِ أبي طالب في الكوفة. واستمر بعد بيعته خليفة للمسلمين نحو ستة أشهر، ثم تنازل عنها لمعاويةَ بْنِ أبي سفيان حين صالحه علىٰ أمور. وانتقل الحسن بعد ذلك من الكوفة إلى المدينة المنورة وعاش فيها بقية حياته حتى تُوفي سنة 49 هـ، وقيل: سنة 50 هـ لخمسِ ليالٍ خَلَونَ من شهر ربيعٍ الأول، ودفن بالبقيع.
يعُدُّه أهل السنة والجماعة خامسَ الخلفاء الراشدين، وأن النبي بشّر أنه سيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وبسببه انتهت الفتنة، ويعتقد الشيعة الاثنا عشرية أنه ثاني الأئمة الاثنَي عشَر، ومن المعصومين الأربعة عشر، ومن أصحاب الكساء. وقيل: إنّ الحسن كان مِطلاقًا، أي: كثير الزواج والطلاق، وشكك بعضهم بذلك، ولا يُعرف من أسماء زوجاته إلا إحدى عشْرةَ زوجة منهن: أمهات الأولاد، ذكر الذهبي أن للحسن اثني عشر ابنًا ذكرًا، وذكر أنه ولم يُعقِب منهُم سِوى الحسن المثنى وزيد بن الحسن، وذكر الفخر الرازي أن له من الأولاد ثلاثة عشر ذكرًا وست بنات، وذكر المفيد خمسة عشر ولدًا ذكرًا وأنثى.