تشمل الحروب الإنجليزية الإسكتلندية أو الحروب الأنجلو-إسكتلندية المعارك التي دارت بين مملكة إنجلترا ومملكة إسكتلندا، بدءًا من حروب الاستقلال في أوائل القرن الرابع عشر، وحتى السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر.
بقيت العلاقات بين المملكتين الإسكتلندية والبريطانية غير مستقرّة، على الرغم من أن انتهاء حروب الاستقلال الإسكتلندية بتوقيع معاهدتين في عام 1328 و1357 على التوالي، قاومت إسكتلندا خلال تلك الحروب مرتين محاولات غزو المملكة البريطانية، التي حكمتها أسرة بلانتاجانت آنذاك. استمرت غزوات الملوك الإنجليز على إسكتلندا في عهد ريتشارد الثاني وهنري الرابع، وبقي الصراع غير الرسمي عبر الحدود موجودًا. احتدم الصراع في الأماكن المتبقية تحت الاحتلال الإنجليزي على الحدود كقلعة روكسبيرغ، وميناء بيرويك أبون تويد مثلًا. فرض الإسكتلنديون سيطرتهم على روكسبيرغ من جديد في عام 1460 تحت قيادة ماري من خيلدرز، التي بقت وصية على العرش الإسكتلندي بعد وفاة زوجها جيمس الثاني في نفس الحملة. كان وضع ميناء بيرويك مماثلًا، إذ تنازعت المملكتان على ملكيته، وحاولت كل منهما الاستفادة من ضعف أو عدم استقرار الخصم لتعيد بسط سيطرتها على الميناء، انتهى الصراع أخيرًا باستيلاء الإنجليز على الميناء الإسكتلندي بقيادة ريتشارد دوق غلوستر في عام 1482.
ربما كان انشغال إنجلترا بالحرب الأهلية خلال حروب الوردتين عنصرًا مهمًا في فترة الانتعاش النسبي لجارتها الشمالية خلال القرن الخامس عشر، وبحلول العقد الأول من القرن السادس عشر، تقدّم كل من جيمس الرابع ملك إسكتلندا وهنري السابع ملك إنكلترا بمبادرات من أجل سلام دائم. فشلت تلك المحاولات بعد وصول هنري الثامن إلى العرش الإنجليزي، وتوغل جيمس الرابع الكارثي في نورثمبريا في عام 1513، ما أدّى في النهاية إلى معركة فلودن. بعد ثلاثة عقود، وبعد وفاة جيمس الخامس في عام 1542، هاجمت الجيوش الإنجليزية إسكتلندا تحت قيادة إيرل هيرتفورد، ما تسبّب بدمار كبير ونهب كبير في إسكتلندا، عُرَف هذا التوغّل بالتودّد العنيف أو «راف ووينغ». كانت معركة بينكي آخر معركة ضارية بين إسكتلندا وإنجلترا كدولتين مستقلتين في سبتمبر من عام 1547، ولكن استمرت بعدها فترات من القتال والصراع.
لعبت فرنسا أيضًا دورًا رئيسيًا طوال فترة الحروب الأنجلو-إسكتلندية. حارب الجنود الإسكتلنديون والإنجليز على الأراضي الفرنسية خلال حرب المائة عام (1337–1453) على جبهتين متضادتين، إذ وقف الإسكتلنديون مع الفرنسيين (تحالف أولد) ضد الإنجليز. تدخلت فرنسا في فترات لاحقة على الأراضي الإسكتلندية لصالحهم. خلّف التدخّل الفرنسي عواقب سياسية معقدة بشكل متزايد على جميع الأطراف بحلول أواخر القرن السادس عشر.
يمكن القول رسميًا أن الحروب الأنجلو-إسكتلندية انتهت عند اتحاد التيجان في عام 1603، إذ دخلت إنجلترا وإسكتلندا في اتحاد شخصي تحت حكم جيمس السادس والأول، الذي ورث كلا التاجين. إلّا أن الصراع الدموي بين الدولتين عاد إلى الظهور بمظهر مختلف وأكثر تعقيدًا في القرن السابع عشر.