بدأت المرحلة الممتدة بين عامي 1959 و1963 من حرب فيتنام بعد أن اتخذ الفيتناميون الشماليون قرارًا حازمًا بالتدخل العسكري في حرب العصابات في جنوب فيتنام، فتسارعت التطورات، بين القرار الفيتنامي الشمالي لعام 1959 وحادثة خليج تونكين، التي أدت إلى تصعيد التورط الأمريكي فيها. رأى الشيوعيون الفيتناميون في ذلك مرحلة ثانية من ثورتهم، إذ حلت الولايات المتحدة حينها محل الفرنسيين.
بين اتفاقيات جنيف في عامي 1954 و1956، كانت الدولتان اللتان أنشأتهما المحادثات لا زالتا قيد التشكيل؛ كان لنفوذ القوى الكبرى، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة، وبدرجة أقل الصين والاتحاد السوفيتي، تأثير كبير كأي شأنٍ داخلي. مما لا شك فيه أنه في عام 1957 – 1958، كانت هناك حركة عصابات مسلحة باكرة ضد حكومة ديم، شملت اغتيالات فردية ونزع ملكيات وتجنيد وحكومات ظل. كان الثوار من المتمردين الفيتناميين الجنوبيين أو الشماليين المستقرين هناك منذ مدة. في حين جرى تأكيد وجود اتصالات وربما توريدٍ للأسلحة من الشمال، فليس هناك أدلة تذكر على أي تمركز للوحدات الشمالية في الجنوب، على الرغم من احتمال تسلل المنظمين.
كان هناك تفشٍ للتمرد في جنوب فيتنام طوال الفترة الممتدة بين عامي 1954 و1960. يمكن أيضًا تبيان – ولكن ليس بشكل مؤكد – أن نظام ديم أبعد نفسه عن القطاعات المحلية واحدة تلو الأخرى والتي لربما قدمت له الدعم السياسي، وقد أخطأ بفداحة في برامجه الريفية. من شبه المؤكد أن هذه الظروف قد ولدت العداء تجاه الديكتاتورية الجنوبية، وكان من الممكن أن تؤدي إلى حركة مقاومة كبيرة حتى بدون مساعدة الفيتناميين الشماليين.
ليس هناك شك بوجود تنظيم «متخفٍ» تابع لاتحاد فيت مين بين عامي 1954 و1960، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد وُجه لتولي العمليات القتالية حتى عام 1957 أو بعد ذلك. من المؤكد أنه كان قبل ذلك يجند القوات ويُجري التحضيرات.
في حين ازدادت حوادث حرب العصابات تدريجيًا، اتُخذت القرارات السياسية الرئيسية من قِبل الشمال في عام 1959. في بدايات هذه الفترة، كانت درجة الصراع في لاوس أكبر مما كانت عليه في جنوب فيتنام. في البداية، كان الانخراط المسلح للولايات المتحدة أكبر في لاوس، لكن في أواخر عام 1959 وأوائل عام 1960، ازداد نشاط المستشارين العسكريين والدعم الأمريكي المباشر والمستمر لجنود فيتنام الجنوبية، تحت السلطة العسكرية الأمريكية. أكد اعتراض الاتصالات في عام 1959 على بدء تنفيذ ممر هو تشي منه وعلى استعدادات القتال الأخرى. أعلنت فيتنام الشمالية دعمها الرسمي للمتمردين الشيوعيين في جنوب فيتنام. أنشأت القوات الشيوعية في جنوب فيتنام الجبهة الوطنية لتحرير فيتنام الجنوبية (فيت كونغ). في الوقت نفسه، ساعدت الولايات المتحدة النظام الفيتنامي الجنوبي في تنفيذ استراتيجيته الحربية. رغم هذه المساعدة، استمرت انتصارات القوات الشيوعية في ساحة المعركة، وخاضت عدة حملات كبيرة بجوار المدن الكبرى. لم يتمكن ديم من السيطرة على الأزمة السياسية وأُطيح به من قِبل مجلس الجيش الثوري (تشير بعض الوثائق من كلا الجانبين إلى أن الولايات المتحدة هي التي أعطت الضوء الأخضر لهذا الانقلاب). بعد عدة سنوات من الفوضى، وصلت حكومة نغو دينه ديم إلى نهايتها في عام 1963، ثم وقعت فيتنام الجنوبية في أزمة إدارية.