الحرب الباردة (1962–1979)، هي الفترة التي حدث فيها الانقسام الرهيب بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين الاتحاد السوفيتي وأتباعها، بحيث انقسمت الجامعة العربية إلى شطرين، فشطر يتبع المعسكر السوفيتي ويحكمها الرجل الواحد كالجمهورية العربية المتحدة في زمن الرئيس المصري جمال عبد الناصر وحافظ الأسد في سورية، والشطر الآخر يتبع المعسكر الأمريكي كالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
تشير الحرب الباردة (1962–1979) إلى أحد أطوار الحرب الباردة التي امتدت من أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية في أواخر شهر أكتوبر من عام 1962 ومرورًا بفترة الانفراج الدولي بدءًا من عام 1969 ووصولًا إلى نهاية عهد الانفراج في أواخر سبعينيات القرن العشرين.
حافظت الولايات المتحدة على انخراطها مع الاتحاد السوفيتي إبان هذه الفترة، وذلك على الرغم من الانشغالات الداخلية الناتجة عن اغتيال جون ف. كينيدي وحركة الحقوق المدنية والمعارضة الشعبية لمشاركة الولايات المتحدة في حرب فيتنام.
حاولت تشيكوسلوفاكيا وهي دولة عضو في الكتلة الشرقية إجراء مجموعة من الإصلاحات عرفت باسم ربيع براغ في عام 1968، وهو ما دفع الاتحاد السوفيتي والدول الأخرى الأعضاء في حلف وارسو إلى غزو البلاد وإعادة فرض النموذج السوفيتي. انسحبت الولايات المتحدة من حرب فيتنام بحلول عام 1973. وفي حين استأثر الشيوعيون بالسلطة في بعض دول جنوب شرق آسيا فإن الانقسام الصيني السوفيتي أحدث شرخًا في ما بينهم، ورافق ذلك تقرب الصين للمعسكر الغربي عقب زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى الصين. تزايدت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين حدة الانقسام في العالم الثالث بين الحكومات التي دعمها السوفييت من جهة (مثل ليبيا والعراق وسوريا ومصر وجنوب اليمن)، والحكومات التي دعمها حلف الناتو من جهة أخرى (مثل السعودية)، وذلك بالإضافة إلى ظهور معسكر متنامي من دول عدم الانحياز.
بدأ الاقتصاد السوفيتي واقتصادات دول الكتلة الشرقية الأخرى بالدخول في حالة من الركود. وواجه العالم تضخمًا اقتصاديًا عقب أزمة نفط عام 1973.