اكتشف أسرار الحبيب بورقيبة

الحبيب بورقيبة (3 أغسطس 1903 – 6 أبريل 2000)، محامي تونسي وزعيم وطني، قاد تونس منذ عام 1956 حتى 1957 كرئيس وزراء للمملكة التونسية، ثم أصبح أول رئيس لتونس من 1957 إلى 1987 بعد الانقلاب على الملكية. قاد البلاد نحو الاستقلال عن فرنسا قبل توليه الرئاسة، مُنهيا الحماية الفرنسية التي استمرت 75 عامًا، وحصل على لقب "المجاهد الأكبر". اشتهر بإصدار العديد من التصريحات والقوانين التي تعتبر «مثيرةً للجدل».

وُلد في المنستير في أسرة فقيرة، درس في المدرسة الصادقية وثانوية كارنو في تونس قبل أن يحصل على شهادة البكالوريا في 1924. ثم تخرج من جامعة باريس ومعهد الدراسات السياسية في باريس في 1927، وعاد إلى تونس للعمل كمحامي. في أوائل الثلاثينيات، شارك في السياسة المناهضة للاستعمار وأصبح أحد أعضاء حزب الدستور، وشارك في تأسيس الحزب الجديد "الدستور الجديد" في 1934. أصبح شخصية محورية في حركة الاستقلال، واعتقلته السلطات الاستعمارية عدة مرات. وبسبب دوره في أحداث 9 أبريل 1938 نفي إلى مرسيليا أثناء الحرب العالمية الثانية.

بعد إطلاق سراحه في 1945، انتقل إلى القاهرة للحصول على دعم جامعة الدول العربية. عاد إلى تونس في 1949، وبرز كزعيم للحركة الوطنية. لعب دورًا محوريًا في الاضطرابات المسلحة التي بدأت عام 1952 عندما فشلت هذه المفاوضات رغم التزامه المبدئي بالتفاوض السلمي مع الحكومة الفرنسية. تم اعتقاله ونفيه إلى فرنسا حيث قاد مفاوضات مع رئيس الوزراء الفرنسي بيير منديس فرانس، مما أسفر عن اتفاقات منحت تونس حكمًا ذاتيًا داخليًا مقابل إنهاء الاضطرابات. عاد إلى تونس منتصرًا في يونيو 1955، لكنه واجه معارضة من صالح بن يوسف الذي كان يعارض سياسات بورقيبة "اللينة" ويدعو إلى الاستقلال الكامل للمغرب العربي، مما أدى إلى صراع داخلي انتهى لصالح بورقيبة في مؤتمر صفاقس عام 1955.

بعد الاستقلال في 1956، عين رئيسًا للوزراء من قبل الملك محمد الأمين باي، وبدأ في ممارسة السلطة الفعلية حتى إعلان الجمهورية في 25 يوليو 1957. انتُخب رئيسًا مؤقتًا لتونس حتى التصديق على الدستور. خلال فترة حكمه، أسس نظامًا تعليميًا قويًا، وعمل على تطوير الاقتصاد، ودعم المساواة بين الجنسين، وأعلن سياسة خارجية محايدة، مما جعله استثناء بين القادة العرب. من أهم الإصلاحات التي قام بها هو إصدار قانون الأحوال الشخصية، الذي أسس لمجتمع حديث. كما أسس نظامًا رئاسيًا قويًا أدى إلى قيام دولة الحزب الواحد التي هيمن عليها حزبه (حزب الدستور الاشتراكي)، وارتبط اسمه بعبادة الشخصية، حتى أعلن نفسه رئيسًا مدى الحياة في 1975 خلال ولايته الرابعة.

جاءت نهاية حكمه نتيجة لتدهور حالته الصحية، وصراع الخلافة، وظهور الزبونية والإسلاموية. في 7 نوفمبر 1987، أزاحه رئيس وزرائه زين العابدين بن علي عن السلطة، وأُحتجز في الإقامة الجبرية في منزله بالمنستير حتى وفاته، حيث دُفن في ضريح كان قد شيده مسبقًا.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←