الجدار الحديدي هو مقال نُشر في الصحافة الروسية في عام 1923 (وتتم الإشارة له كعقيدة عسكرية أيضا) وكتبه زيف جابوتنسكي، وهو صحفي يهودي ولد في روسيا باسم فلاديمير يفغينييفيتش زابوتنسكي وكان أحد قيادات الحركة الصهيونية، وقد كتب المقال بعد أن منع وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل الاستيطان الصهيوني على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وأسس بعد هذا المقال الحزب التصحيحي الصهيوني.
توقع جابوتنسكي في مقاله إن العرب الفلسطينيين لن يوافقوا على وجود أغلبية يهودية في فلسطين، ورأى أن الاستعمار الصهيوني لفلسطين يجب إما أن يتوقف، أو أن يستمر بغض النظر عن السكان الأصليين لفلسطين، وهو ما يعني أن الاستيطان الصهيوني لا يمكن أن يستمر ويتطور إلا تحت حماية قوة مستقلة عن السكان الأصليين أو خلف جدار حديدي لا يمكن للسكان الأصليين اختراقه، وقال إن الحل الوحيد لإقامة الدولة اليهودية في أرض إسرائيل هو أن يقوم اليهود أولاً بإقامة دولة يهودية قوية، وهو ما من شأنه أن يدفع العرب في نهاية المطاف إلى التخلي عن "قادتهم المتطرفين"، الذين شعارهم "أبدا!"، وتمرير القيادة إلى من وصفهم "بالجماعات المعتدلة"، التي ستتقدم إلى اليهود باقتراح يقضي بالاتفاق على تنازلات متبادلة.
بعد أسبوع واحد من نشر المقال، نشر زيف جابوتنسكي كتابا بعنوان "أخلاق الجدار الحديدي" أكد فيه أن الأخلاق تأتي قبل كل شيء آخر، وأن الصهيونية بحسب ادعائه "أخلاقية وعادلة" لأنها تلتزم بالذات الوطنية باعتبارها مبدأًا مقدسًا يمكن أن يتمتع به العرب أيضًا.