أبعاد خفية في الجبهة الداخلية أثناء الحرب العالمية الأولى

تغطي الجبهة الداخلية أثناء الحرب العالمية الأولى التاريخ المحلي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي للبلدان المشاركة في الصراع. وتغطي أيضًا عملية حشد القوات المسلحة والإمدادات الحربية، لكنها لا تشمل التاريخ العسكري.

لقي نحو 10 ملايين مقاتل وسبعة ملايين مدني مصرعهم خلال الحرب بِرُمَّتِها، ومن بينهم العديد ممن أضعفتهم سنوات من سوء التغذية وسقطوا ضحية جائحة الإنفلونزا الإسبانية في جميع أنحاء العالم، التي تفشَّت في أواخر عام 1918، تماماً عندما بدأت الحرب بالانتهاء.

امتلك الحلفاء ثروات كامنة أكثر لينفقوها على الحرب. تشير إحدى التقديرات (التي أحصت أوراق الدولار طبعة 1913)، إلى أن الحلفاء قد أنفقوا 147 مليار دولار على الحرب وأنفقت دول المركز 61 مليار دولار فقط. من بين الحلفاء، أنفقت بريطانيا وإمبراطوريتها 47 مليار دولار وأنفقت الولايات المتحدة 27 مليار دولار أمريكي. من بين دول المركز، أنفقت ألمانيا 45 مليار دولار.

تطلبت الحرب الشاملة الحشد الكامل لجميع موارد الدول لأجل هدف مشترك. إذ توجّب دفع القوى العاملة إلى الخطوط الأمامية (امتلكت جميع القوى العظمى باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا احتياطيات ضخمة مدربة ومصممة خصيصًا لتلك المهمة). وراء خطوط المواجهة، توجّب إعادة توجيه قوة العمل بعيداً عن الأنشطة الأقل أهمية والتي اعتُبرت رفاهية أثناء الحرب الشاملة. على وجه الخصوص، كان لا بد من تأسيس واسع لصناعة الذخيرة لتأمين القذائف والبنادق والسفن الحربية والزي الرسمي الموحد والطائرات، ومئات الأسلحة الأخرى، القديمة منها والجديدة. كان لا بد من حشد عملية الزراعة كذلك، لتوفير الغذاء للمدنيين وللجنود الذين (عمل الكثير منهم كمزارعين سابقًا فبرزت الحاجة لاستبدالهم بكبار السن والفتيان والنساء) وللخيول لنقل الإمدادات. شكَّلت وسائل النقل بشكل عام تحديًا، خاصة عندما حاولت كل من بريطانيا وألمانيا اعتراض السفن التجارية المتوجهة إلى العدو. شكَّلت الموارد المالية تحديًا خاصًا أيضًا. موَّلت ألمانيا دول المركز، وموَّلت بريطانيا الحلفاء حتى نفدت أموالها عام 1916، واضطرَّت حينها إلى الاقتراض من الولايات المتحدة.

تولت الولايات المتحدة مهمة تمويل الحلفاء عام 1917 عبر قروض أصرت على سدادها بعد الحرب. تطلع الحلفاء المنتصرون إلى ألمانيا المهزومة في عام 1919 لدفع «تعويضات» من شأنها أن تغطي بعض تكاليفهم. قبل البدء بأي أمر، كان من الضروري إجراء حشد بطريقة تحافظ على ثقة الشعب على المدى القصير، وتضمن تأييد سلطة المؤسسة السياسية على المدى الطويل، والحفاظ على الصحة الاقتصادية للأمة على المدى الطويل. لمزيد من التفاصيل حول الاقتصاد، راجع التاريخ الاقتصادي للحرب العالمية الأولى.

كان للحرب العالمية الأولى تأثير عميق على حق المرأة في الاقتراع على مستوى الدول المشاركة في الحرب. إذ لعبت النساء دورًا رئيسيًا على الجبهات الداخلية، وقد اعترفت العديد من الدول بتضحياتها عبر منحها حق التصويت أثناء الحرب أو بعدها بفترة قصيرة، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا (باستثناء كيبيك) والدنمارك والنمسا وهولندا وألمانيا وروسيا والسويد وأيرلندا. كادت فرنسا أن تتبع نهج الدول الأخرى لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←