التوحيد هو كتاب لمحمد بن إسحاق بن خزيمة الشافعي النيسابوري (223 هـ - 311 هـ) في العقيدة الإسلامية على المنهج الأثري. أوضح مؤلفه سبب تصنيفه لهذا الكتاب، حيث ذكر أنه كان في بداية أمره منشغلاً بتأليف كتب الفقه، مكتفياً بما يجري من مناظرات مع المخالفين في مجالس العلم، غير أنه لما مُنع من الظهور والتعليم، وخشي أن يتأثر بعض طلاب العلم بما يسمعونه من أهل البدع كالقدرية والمعتزلة والمعطلة، عزم على تصنيف هذا الكتاب. وجمع فيه النصوص من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة، ليُبيّن من خلالها عقيدة أهل الأثر.
يختص الكتاب بالرد على الأشاعرة والمعتزلة؛ حيث يهتم في المقام الأول بإثبات صفات الله الخبرية التي ينفيها الأشاعرة كصفة الوجه واليدين والرجل، وقد عقد فصولاً في إثباتها. ثم عقد فصولاً للصفات الفعلية كالضحك والاستواء والنزول التي يؤولها الأشاعرة أيضاً. ثم فصولاً لصفة الكلام وأن الله يتكلم بما شاء وقت ما شاء، وهو يرد على الأشاعرة في إثباتهم الكلام النفسي فقط، ثم تحدث عن رؤية المؤمنين لربهم، وهو يرد في هذا على المعتزلة. ثم فصولا ًعن إثبات الشفاعة. كما تكلم عن إثبات القول بالقضاء السابق، والمقادير النافذة قبل حدوث كسب العباد. قام بشرح الكتاب العديد من أتباع الحركة السلفية المعاصرين مثل: محمد حسن عبد الغفار، وصالح العبود، ومصطفى العدوي، وابن باز.