التهاب النسج الداعمة المزمن هو مرض شائع في تجويف الفم ينتج عن التهاب مزمن في الأنسجة الداعمة يسببه تراكم كميات كبيرة من اللويحة (البلاك) على سطوح الأسنان. يبدأ المرض بالتهاب لثوي دومًا يمكن أن يتطور إلى التهاب نسج داعمة مزمن أو إلى التهاب نسج داعمة اجتياحي وفقًا لتصنيف 1999. يُعد تشخيص التهاب النسج الداعمة المزمن في مراحله المبكرة مهمًا من أجل منع حدوث أضرار شديدة وغير ردودة (قابلة للعكس) للنسج الداعمة للأسنان. ومع ذلك، نظرًا لكون التهاب النسج الداعمة المزمن مرضًا غير مؤلم، فإن قلة من المرضى يراجعون طبيب الأسنان في المراحل المبكرة. يمكن علاج التهاب النسج الداعمة المزمن الخفيف إلى المعتدل عن طريق الإزالة الميكانيكية المناسبة للويحة والقلح تحت اللثوي (الترسبات الجيرية). تُعد العناية الفموية الكاملة والفعالة بالإضافة إلى فحوصات اللثة الدورية كل ثلاثة أشهر هامة من أجل الحفاظ على ثبات المرض وعدم تقدمه.
ينتشر التهاب النسج الداعمة المزمن بين البالغين وكبار السن في جميع أنحاء العالم. إذ يصيب نحو 35% من البالغين (30-90 سنة) في الولايات المتحدة. تكون الآثار التراكمية لفقدان العظم السنخي، وفقد الارتباط وتكوّن الجيب اللثوي أكثر وضوحًا مع التقدم في العمر. يرتبط تقدم العمر بحدوث تخرب النسج الداعمة: «...حتى عند السكان المحافظين على صحتهم الفموية والذين يلتزمون بتعليمات العناية الفموية المنزلية جيدًا بالإضافة إلى قيامهم بالفحوصات الدورية، تزداد نسبة حدوث تخرب اللثة الأولي مع تقدم العمر، ويحدث أعلى معدل بين 50 و60 عامًا، أما انحسار اللثة فهو العرض السائد قبل عمر الـ40 عامًا، في حين أن الجيب اللثوي هو عرَض التخرب الرئيسي بين عمر 50 و60 عامًا».
توجد مجموعة متنوعة من عوامل الخطر على النسج الداعمة التي يمكنها التأثير على معدل انتشار ومدى وشدة تطور المرض. تشتمل عوامل الخطر الرئيسية على التدخين، ونقص العناية الفموية مع عدم كفاية السيطرة على اللويحة (البيوفيلم).
هناك معدل (بطيء إلى متوسط) لتطور المرض ولكن قد تكون لدى المريض فترات من التقدم السريع «تخرب مفاجئ». يمكن أن يرتبط التهاب اللثة المزمن بالعوامل المؤهبة الموضعية (مثل العوامل المرتبطة بالأسنان أو العوامل علاجية المنشأ). وقد يُعدل المرض أيضًا بعوامل جهازية ترتبط به (مثل مرض السكري، أو عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب) ويمكن تعديله أيضًا عن طريق عوامل أخرى غير الأمراض الجهازية مثل التدخين والإجهاد العاطفي والقلق والاكتئاب. ومع ذلك، يجب توخي الحذر عند تشخيص المريض المدخن إذ يمكن للتدخين تغيير بعض نتائج الفحوصات أو إخفاء بعض الأعراض. عند المدخنين، تكون اللثة شاحبة وليفية وتميل إلى النزف بشكل أقل أثناء فحصها بسبب التأثير المقبض للنيكوتين على الأوعية الدموية. وبالتالي، تُنتج استجابة منخفضة وهذا ما يفسر سبب الحصول على بيانات غير صحيحة في بعض الأحيان. يكون هناك أيضًا زيادة في نتائج قياس القلح تحت اللثوي فوق الأسنان العلوية بسبب تصبغات النيكوتين المرئية. يُشاهد الانحسار في الأسنان الأمامية أحيانًا ويتأثر السطحان الأمامي والوحشي بشكل أكبر.