التهاب العظم الليفي الكيسي ويعرف أيضاً بالحثل العظمي الليفي أو مرض فون ريكلينغهاوزن العظمي (لا تلتبس مع مرض فون ريكلينغهاوزن أوالورم العصبي الليفي من النوع الأول) هو مرض في الهيكل العظمي بسبب فرط الدريقات، وهو زيادة في هرمونات الغدة جارات الدرقية بسبب زيادة في نشاطها. هذه الزيادة تسبب في ارتفاع نشاط أوستيوكلاست، وهي الخلايا التي تسبب تآكل العظام، مما يسبب ارتشاف العظام. فرط الدريقات يمكن أن ينتج بسبب وجود ورم غدي حميد، عوامل وراثية، سرطان الغدة الجار درقية، أو حثل عظمي كلوي المنشأ. يسبب تفتت العظام خروج بعض المعادن من العظام إلى الدم كالكالسيوم. بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم، فإن استمرار عمل الأوستيوكلاست يسبب نقص كثافة العظام وضعفها حيث أن بنيتها الأساسية من الكالسيوم تُستبدلبنسيج ليفي. كما يتم أيضاً تكون ورم بني شبيه بالكيس. أعراض المرض الأساسية هي نتيجة لأمرين وهما نقص كثافة العظام في كافة الجسم وزيادة نسبة الكالسيوم في الدم. تشمل الأعراض كسور عظمية، حصوات كلوية، غثيان، تغير شكل العظام، فقدان الشهية ونقص الوزن.
تم وصف المرض لأول مرة في القرن التاسع عشرة، وحالياً يتم اكتشاف المرض عن طريق تحليل الدم والأشعة السينية وعينة خزعية. قبل العام 1950، قرابة نصف الذين يتم تشخيصهم بفرط الدريقات ينتهي بهم الحال إلى التهاب العظم الليفي الكيسي، ولكن مع تقدم تقنيات التشخيص وتحسن طريق العلاج، فإن نسبة حدوث التهاب العظم الليفي الكيسي في الدول المتقدمة أصبح نادراً. في الحالات التي تحتاج إلى علاج، فإنه يُبدأ بتتبع فرط الدريقات ومحاولة علاجه قبل البدء بعلاج التهاب العظم الليفي الكيسي. علاج المرض، حسب الظاهرة المسببة له وشدتها، يبدأ تدريجيا من إعطاء السوائل وصولاً إلى التدخل الجراحي.