يُعد التعليم من أجل المواطنة العالمية (جي إي سي دي) شكلًا من أشكال التربية المدنية التي تشمل مشاركة الطلاب بفعالية في مشاريع تعالج قضايا عالمية ذات طابع اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو بيئي. العنصران الرئيسيان في التعليم من أجل المواطنة العالمية هما «الوعي العالمي»، وهو الجانب المعنوي أو الأخلاقي للقضايا العالمية، و«الاختصاصات العالمية» أو المهارات، ويًقصد منها تمكين المتعلمين من المشاركة في تغيير العالم وتطويره. كان تعزيز التعليم من أجل المواطنة العالمية استجابة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية لظهور مؤسسات فوق وطنية، وتكتلات اقتصادية إقليمية، وتطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. أدى ذلك كله إلى ظهور نهج للتعليم أكثر توجهًا نحو العالم وأكثر تعاونًا. يتناول التعليم من أجل المواطنة العالمية مواضيع مثل السلام وحقوق الإنسان، والتفاهم بين الثقافات، وتعليم المواطنة، واحترام التنوع والتسامح، والشمولية.
يوفر التعليم من أجل المواطنة العالمية المنظار العام الذي ينظر إلى دور التعليم في تعزيز سيادة القانون، وهو يستمد خبرته من عمليات تعليمية أخرى، بما في ذلك التثقيف في مجال حقوق الإنسان، والتثقيف في مجال السلام، والتعليم من أجل التنمية المستدامة، والتعليم من أجل التفاهم الدولي والتفاهم بين الثقافات. يهدف التعليم من أجل المواطنة العالمية إلى تمكين المتعلمين من المشاركة والاضطلاع بأدوار فعالة، سواء على الصعيد المحلي والعالمي، كمساهمين نشطين في إيجاد عالم أكثر عدلًا وسلمًا وتسامحًا وشمولًا وأمنًا واستدامة. يطمح التعليم من أجل المواطنة العالمية إلى أن يكون تجربة تحويلية، وأن يتيح للمتعلمين الفرص والكفاءات اللازمة لإعمال حقوقهم والتزاماتهم بتعزيز عالم ومستقبل أفضل. يُعتبر التعليم من أجل المواطنة العالمية مبنيًا على منظور تعليمي مدى الحياة. لا يقتصر التعليم من أجل المواطنة العالمية على الأطفال والشباب فحسب، بل هو للبالغين أيضًا. يمكن تقديمه في أطر وسياقات رسمية وغير رسمية. لهذا السبب، يُعد التعليم من أجل المواطنة العالمية جزءًا لا يتجزأ من الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بشأن التعليم (إس دي جي 4، الهدف 4.7)